إلاك … يا أنتْ
حسن عبد الحميد
ما عدا … ذلكَ
أيَّ خيارٍ سأختارُ
لا يؤدّي إلا إليكَ
سيشقى العمرُ منهمراً
يتلو صلاةَ الغيابِ
على رفاتِ حضورِكِ السخيِّ
ويرتِّلُ عندَ أعتابِ مثواهُ
رفيفَ أغانيهِ الشَّقيَّةِ
لمْ تكنْ أمانيهِ …
قد أينعَتْ عِنباً
أو رُطباً جَنِيّاً
أو جَفاءَ طينٍ
لَكَمْ كانَ الليلُ حزيناً
حين تأسّاكِ كأساً
ثملاً
وتمنّاكِ … وطناً
بسجايا الربيعِ
هل يصحُّ …
أنْ تكونَ المراثي
مواقداً …
والبلادُ شموعاً ؟!
تلك معادلةٌ ناقصةُ الحروفِ
تتيهُ بها المعاني
وتتبادلُ الأداورَ فيها
رهنَ تناقضِ الأرقامِ
بأوهامِ السِّنينِ
لا شيءَ يدلُّ على الوطنِ
المحنّى بالدُّموعِ
غيرُ أهدابِهِ المثقلاتِ بهِ
لا شىءَ ينأى بغيرِ الوداعِ
وبالتلويحِ سوى
ذلك الجسرِ الخجولِ
من مماشي … مشاةِ السُّوءِ
وقسوةِ النَّهرِ …
على شبقِ النَّوارسِ للحياةِ
على الحياةِ …حين يكدِّرُها
غلاظُ القلوبِ …
وتأبى أبداً … أنْ تتوبْ
عن الحياةِ … حياتِها
أو تنوبْ