خبير برمجيات: أجهزة مخابرات دولية تجنّد الأشخاص عن طريق المواقع الألكترونية
البرلمان يحذّر من تفاقم النزوح والداخلية تنفي تصاعد الهجرة
إعلانات تبتز الشباب بقرصنة مالية عبر الأنترنيت
بغداد – عباس البغدادي – محمد الصالحي
اكدت لجنة المرحلين والمهجرين النيابية تزايد حالات الهجرة من البلاد عازية السبب الى ارتفاع حالات العنف وتردي الوضع المعيشي للفرد، من جانبها نفت وزارة الداخلية حالات المغادرة بشكل واسع، فيما اقرت لجنة الامن والدفاع النيابية تقديم جهات دولية واقليمية اغراءات لتسهيل الهجرة، وكشف خبير برمجيات ان اجهزة المخابرات تجند الجواسيس تحت مسمى المهاجرين .
وقالت عضو لجنة المهجرين النيابية كريمة داود سلمان لـ (الزمان) امس ان (تزايد العنف والارهاب في البلاد ادى الى تزايد حالات الهجرة الى بلاد الغربة بحثا عن الاستقرار والعيش الامن) ، واوضحت ان (البعض يضطر للهجرة الى بلاد الدولة الاوربية عن طريق مافيات التهريب التي تتاجر بهذا العمل غير المشروع وان هناك ايادٍ خارجية تنظم شبكات معينة في مخطط لافراغ العراق من شبابه وطاقاته وطمس حضارته وكل ما يحمل من تاريخ وللاسف الدور الاقليمي والدولي واضح في هذا التدخل السافر) ، واكدت سلمان ان (اللجنة قامت بزيارة بعض الدول الاوربية للاطلاع عن كثب على واقع المهاجرين العراقيين في تلك البلدان ومنها الدنمارك والسويد حيث تم اللقاء ببعض الافراد الذين وصلوا بشكل غير شرعي وكانت معاناتهم كبيرة جدا و معظمهم من الشباب الذي يبحث عن العمل للعيش والاستقرار) ، واضافت (عندما سالنا عن الاسباب التي دعتهم الى المغادرة قالوا ان عدم وجود فرص للعمل وعدم الاستقرار الامني فضلا عن تضييق الخناق على الحريات الشخصية كانت ابرز الاسباب التي دعتنا الى المغادرة) ، وانتقدت سلمان (رئاسة مجلس النواب لانها لم تدرج تقرير اللجنة على جدول اعمال الجلسات لمناقشة هذا الملف الخطير الذي يتعلق بظاهرة تهدد مستقبل البلد) ، وحذرت من (استمرار الصمت الحكومي على هذه المشكلة التي باتت تتفاقم بشكل يومي دون وجود معالجات او حلول حقيقية تنتشل ابناء الوطن من مستنقع الضياع في مدن المنفى) .
من جانبها نفت وزارة الداخلية ان تكون الهجرة بمستوى ظاهرة تهدد البلد ، موضحة انها حالات فردية ، مؤكدة ان الوضع الامني باستقرار مستمر وهذا يفند ان سبب الهجرة هو التردي الامني .
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن لـ (الزمان) امس ان (هناك حالات معينة للهجرة وليس ظاهرة تستحق ان تسلط عليها الاضواء كما ان الوضع الامني في استقرار مستمر فلو قارنا عام 2006 مع عام 2014 لوجدنا ان الفارق كبير جدا ولا يوجد وجه مقارنة)، واضاف ان (الارهاب بات بتراجع مستمر كون الدول الداعمة له سحبت يد الدعم بالمقابل نشهد تطوراً ملحوظاً في تجهيز وتسليح القوات الامنية التي باتت تمسك بزمام الامور في الكثير من ميادين القتال وان الفترة المقبلة ستشهد عودة الحياة الى وجه بغداد والمحافظات لتنعم الاسر العراقية وشبابها بالامن والاستقرار) ، واشار معن الى ان (هناك حالات هجرة وهي طبيعبية بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط وهذا ليس وليد الساعة وانما يعود الى عشرات السنين الماضية ففي اكثر البلدان العربية استقرار امنيا واقتصاديا نلاحظ هناك هجرة تحت مسمى البحث عن الحرية اما في وضع كالعراق فان الموازين تختلف كون البلاد ماتزال تمر بمرحلة انتقال لذلك يتعين على الجميع ان تتضافر جهودهم لبناء العراق بشكل جديد) . واكدت لجنة الامن النيابية ان المغريات التي تقدمها جهات دولية واقليمة تقف خلف الهجرة . وقال عضو اللجنة حاكم الزاملي في تصريح سابق لـ (الزمان) ان (هناك مؤسسات دولية و اقليمية تقف وراء تهديد وتهجير وقتل الشباب بهدف تفريغ المجتمع من الطاقات والعقول لأن الشباب هم الثروة الحقيقية للبلد) ، واضاف ان (عدم وجود الاستقرار الامني فضلا عن المغريات الكثيرة التي تقدم لـ الشباب واصحاب الشهادات والكفاءات من دول خارجية جعلهم يفكرون في الهرب و الهجرة الى دول اخرى) ، وتابع الزاملي ان (اللجنة كان لها دور في متابعة معيشية الشباب والكفاءات و حثت الاجهزة الامنية على حمايتهم في ظل الظروف الامنية المتردية التي تمر بها البلاد) .
وعزا الخبير العسكري عماد علو تزايد حالات الهجرة الى عدم الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي . وقال لـ (الزمان) امس ان (من جملة الاسباب التي تدعو للهجرة هي عدم الاستقرار السياسي والتردي الامني ونحسار فرص العمل فالمواطن بعد 10 سنوات من التغيير مازال محبطا من الواقع السياسي غير المستقر نتيجة لتطاحن الاحزاب على كراسي السلطة) ، ولفت الى ان (انشغال البرلمانيين بالقوانين التي تعنى بالمصالح الانتخابية واهمالهم للمجالات الصناعية والزراعية والتعليمية جعل البلد يتراجع مما ولد انتشار البطالة وكثرة التطرف وحالات الجريمة المنظمة بسبب فشل الحكومة ايضا في ادارة تلك الملفات) ، واضاف علو ان (الانفتاح على العالم الخارجي بفضل التطور التكنولوجي لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها ولد رغبة لدى الشباب بالهجرة للعيش في بلدان يرونها تحقق احلامهم وتشبع الرغبة في اثبات الذات وهذا في حقيقة الامر ضياع ومشكلة نفسية ينبغي على المؤسسات الدينية والاكاديمة معالجتها)، وراى ان (الحل يكون بيد الحكومة المقبلة التي يفترض بها ان تضع برنامجا جديدا يعالج مشاكل 10 اعوام سابقة من المشاكل الامنية والاقتصادية فضلا عن السياسية واخذ بعين الاعتبار تفعيل الجانب العلمي والصناعي والزراعي للقضاء على البطالة والارهاب والتطرف والهجرة). وتنتشر اعلانات في الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) تحفز على الهجرة.
وسيلة ابتزاز
واكد خبير البرمجيات وسام المهندس ان هذه الاعلانات وغيرها وسيلة لابتزاز الشباب والاسر الراغبة بالهجرة ومحاولة للقرصنة المالية عبر الانترنيت ، وكشف انها وسيلة للتجنيد المخابراتي . وقال لـ (الزمان) امس ان (هذه الاعلانات قرصنة يقوم بها خبراء دوليون عن طريق انشاء مواقع الكترونية معينة تشجع على الهجرة وتقدم تسهيلات بشرط الاشتراك بالموقع ودفع بدل اشتراك مستغلين حاجة الاسر والشباب بالبحث عن بلاد يستقرون بها ولكن تلك المواقع وهمية ليس لها واقع على الارض وهذه الحقيقة لا يعلم بها الا اصحاب الخبرة)، وقال ان (هناك اجهزة مخابرات دولية تقوم بتجنيد الاشخاص عن طريق تلك المواقع بصفة لاجئين تاخذهم وتدربهم وتصنع منهم جواسيس ثم تعيدهم الى بلدانهم تحت مسميات عدة منها منظمات انسانية ومراكز دراسات وغيرها لجمع المعلومات)، واوضح وسام ان (هناك انتقائية في الشخص المستهدف اذ يتم التحقق من بياناته الاصولية عن طريق استمارات يملأها في حقول طلب اللجوء او استمارة المهاجر دون ان يعرف انه يكشف نفسه لاجهزة مخابرات التي ان وجدت انه من الطاقات او النخب ترد على طلبه وتقدم له تسهيلات الوصول الى بلد غير البلد الام لتلك الاجهزة حيث يجري استقباله ومن ثم تجنيده دون ان يشعر).