إعادة قراءة ابن خلدون بين الأمس واليوم
لا حاجة بنا الى تعريف ابن خلدون. فهو اشهر من ان يعرف. انه يعدّ من اعظم المفكرين في العالم. وقد جاءت شهرته من طونه اول من درس المجتمع البشري بطريقة واقعية حيث خرج مها عن الطريقة الوعظية التي كانت مسيطرة على الاذهان طيلة القرون القديمة والوسطى.
ان المجتمع عبارة عن منظومة متفاعلة من العلاقات والمصالح،، وهو في صيرورة دائبة وتغير مستمر. وهو اذن لا ينطبق عليه ما يؤمن به المنطق القدم من حقيقة مطلقة لا تتغير.
يقول الاستاذ شيلر في وصف ذلك المنطق ان الحقيقة في ضوء هذا المنطق واحدة. والاراء اذن يجب ان تكون فيها متفقة. فأنت اما تكون مع تلك الحقيقة او ضدها. يقول ابن خلدون عن الذين بحثوا في القضايا الاجتماعية قبله انهم كانوا يتبعون منهج الوعظ او الخطابة، اي انهم كانوا يحاولون الاتيان بالاقوال المقنعة في استمالة الجمهور الى رأي او صدّهم عنه، او في حملهم على مناهج يكون فيه حفظ النوع وبقائه. كان المفكرون يعتقدون بأن الواجب يقضي عليهم ان ينصحوا المجتمع لكي يتخلص من واقعه السيئ ، لا ان يصفوا ذلك الواقع ويكتشفوا قوانينه.فالمجتمع في نظرهم مريض ، و لاسبيل لمعالجة مرضه الا بتلقينه الافكار الصالحة.
الكتاب منطق ابن خلدون
المؤلف علي الوردي
الناشر دار الوراق
الطبعة الاصلية لندن 2012
/5/2012 Issue 4206 – Date 22 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4206 التاريخ 22»5»2012
AZP09