إعادة انتاج العراق

فاتح عبدالسلام

لا‭ ‬توجد‭ ‬ضمانات‭ ‬لنجاح‭ ‬إعادة‭ ‬سياقات‭ ‬التوافقات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬انتجت‭ ‬الحكومات‭ ‬العراقية‭ ‬السابقة،‭ ‬لاسيما‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأخيرة‭.‬

هناك‭ ‬مواضعات‭ ‬كثيرة‭ ‬نسفت،‭ ‬بعد‭ ‬اشتعال‭ ‬الشارع‭ ‬في‭ ‬انتفاضة‭ ‬تشرين‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الزمن‭ ‬بعدها‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبلها‭ ‬ابدا،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬تجاهلها‭ ‬السياسيون‭ ‬الذين‭ ‬يتمترسون‭ ‬خلف‭ ‬حواجز‭ ‬كنّا‭ ‬نظنها‭ ‬سياسية‭ ‬لكن‭ ‬بعضهم‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬انها‭ ‬مسلحة‭ ‬وتستعد‭ ‬لحرب‭ ‬داخلية‭ ‬جديدة،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تبقي‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬المُدمى‭ ‬حد‭ ‬النخاع‭ ‬بأنواع‭ ‬الحروب‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬تسير‭ ‬الإجراءات‭ ‬وفق‭ ‬حوار‭ ‬الطرشان‭ ‬لملء‭ ‬فراغات‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وهذه‭ ‬بداية‭ ‬الانهيارات‭ ‬الهيكلية‭.‬

قد‭ ‬ينجو‭ ‬المسار‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬المحظور‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬المجهول‭ ‬الذي‭ ‬اتحدث‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬هنا‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جرت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنازلات‭ ‬سياسية‭ ‬بينية،‭ ‬وعبر‭ ‬الخطوات‭ ‬الآتية‭:‬

وضع‭ ‬العراق‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكومية‭ ‬انتقالية‭ ‬تنهي‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة،‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬الدستوري‭ ‬العادي‭ ‬وليس‭ ‬المبكر‭.‬

  ‬ثانياً‭: ‬إقرار‭ ‬مبدأ‭ ‬العمل‭ ‬للعراق‭ ‬أولاً‭ ‬واخراً‭ ‬وانّ‭ ‬موازنة‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تصرف‭ ‬لأي‭ ‬تشكيل‭ ‬لا‭ ‬يدين‭ ‬للبلاد‭ ‬أولاً،‭ ‬ويجاهر‭ ‬بالولاء‭ ‬للخارج‭ ‬بكلمة،‭ ‬أو‭ ‬شعار،‭ ‬أو‭ ‬علم،‭ ‬أو‭ ‬صورة‭.‬

‭ ‬ثالثاً،‭ ‬منع‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬لأي‭ ‬حزب‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬

في‭ ‬وضعه‭ ‬الداخلي‭ ‬عبر‭ ‬انتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬تفرز‭ ‬قيادات‭ ‬عراقية‭ ‬خالصة‭ ‬الولاء‭.‬

رابعا،‭ ‬إعادة‭ ‬تعريف‭ ‬الفساد‭ ‬والفاسدين‭ ‬ومحاسبتهم‭ ‬قضائياً‭ ‬وعلناً،‭ ‬لكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬بمسار‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الكذب‭ ‬والتدليس‭ ‬والخراب‭.‬

خامساً،‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬ملزم‭ ‬لحصر‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭ ‬ومنع‭ ‬الاحزاب‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬أجنحة‭ ‬عسكرية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬المبررات‭.‬

سادساً،‭ ‬العمل‭ ‬بمبدأ‭ ‬انّ‭ ‬صاحب‭ ‬المنصب‭ ‬يعمل‭ ‬لجميع‭ ‬العراقيين‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬عادلة‭ ‬لتوزيع‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والتوظيف‭ ‬والانتماء‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الامنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬وكلياتها‭.‬

‭ ‬سابعاً،‭ ‬استبعاد‭ ‬أمراء‭ ‬الحرب‭ ‬المُقنّعون‭ ‬بأقنعة‭ ‬شتى،‭ ‬سقط‭ ‬بعضها‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر‭ ‬آيلاً‭ ‬للسقوط‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬وصفة‭ ‬لإعادة‭ ‬انتاج‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تولد‭ ‬طبقة‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬تُباع‭ ‬وتشترى‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

مشاركة