إطلاق النار العشوائي
المجتمع العراقي ولاسيما الجنوبي يتكون من مدن عدة تحيطها القرى والارياف ولكل من المدينة والريف وسائله المعروفة في الاتصال والتواصل. في المدينة تتوفر السيارات والهواتف وتستطيع معرفة اختبار المدينة من المدرسة او الجامع او المقهى او السوق. ولعدم توفر هذه الظروف في الريف ابتكروا طريقة لايصال المعلومات بواسطة السلاح الناري الذي لا يخلو منه اي بيت ريفي يستعمله لحماية بيته ومزرعته وحيواناته والدفاع عن عشريته.واصبحت طريقة الاطلاق الناري (سنينة) اي قانون اجتماعي ريفي بين القرى المترامية في المنطقة. فمثلا عند حصول حالة زواج في قرية، تبدأ الاهازيج (الهوسات) مع اطلاق نار غير عشوائي يسمى (رمي عرس) باتجاه لا يوجد فيه سكان وبذلك تفهم بقية القرى بالزواج فتشاركهم من بعيد وقريب باطلاق نار غير عشوائي ايضا وهناك حالات مشابهة مثل (عند رؤية هلال العيد) وعند تشييع الجنازة … الخ) ولكن عند التشييع او الزفة من الريف الى المدينة يترك السلاح في القرية لسببين:
1. خوفا على سلامة الناس لكثافتهم في المدينة.
2. ان القانون يصادر اي قطعة سلاح غير مرخصة وحتى المرخصة للحيازة فقط وليس الحيازة والحمل كسلاح الجيش والشرطة مع عقوبة السجن اضافة الى غرامة مالية وتبقى الاهازيج (الهوسات) والفرق الموسيقية والالعاب النارية وحتى توجد موسيقى جنائزية لبعض الطوائف.
ان الذي يثير الاستغراب هو لجوء بعض الناس في العاصمة الى اطلاق العيارات النارية العشوائية مستنسخين وبشكل غبي وارعن العادات القروية البدائية القديمة، وما يثير الاستغراب اكثر هو لجوء الجيش والشرطة الى هذه الوسيلة ولاسيما عدما يكون المتوفي من سلكهم او فوز المنتخب بكرة القدم وهذا يؤدي الى:-
1. تعرض ارواح الناس للخطر ويعد قتل وان كان غير متعمد.
2. الفزغ الذي يصيب الاطفال والنساء عندما يكون اطلاق النار في الشوارع الفرعية بين البيوت.
3. تعرض اسلاك الكهرباء الوطنية المحرومين منها واسلاك المولدات للقطع.
4. الاستغلال من بعض المجرمين للقتل العمد كما يحدث في شوارع بغداد بالكاتم وبدونه.
5. حرائق عند سقوط الرصاص في مكان قابل للإشتعال.
وفي النهاية ادعو الناس جميعا وحتى الذين لا يزالون في ريفنا الغالي بالابتعاد عن هذه المخاطر لاسيما ان وسائل الاتصال والتوصيل والتواصل متوفرة بشكل جيد جدا وتحولت الكرة الارضية الى قرية واحدة بواسطة هذه الوسائل الحديثة، كما ان هناك وسائل كثيرة للتعبير عن الفرح او الحزن غير اطلاق العيارات النارية، كما ادعو الجهات القانونية المتخصصة بانزال العقوبات الصارمة كالسجن والغرامة وليس مصادرة السلاح فقط والاشد من هذا على الذين يستخدمون السلاح الحكومي بطردهم من الوظيفة اضافة الى العقوبات الاخرى.
عارف الرماحي – بغداد
/9/2012 Issue 4307 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4307 التاريخ 18»9»2012
AZPPPL