إستنطاق التاريخ – سامر الياس سعيد

إستنطاق التاريخ – سامر الياس سعيد

يروقني مع انطلاق بطولة كاس الامم الاسيوية التي تقام منافساتها حاليا بدولة قطر ابراز وسائل الاعلام المتخصصة بالشان الرياضي متابعات مستقاة من تاريخ البطولة المذكورة حيث تسلط تلك الوسائل اضوائها عبر مقالات وتقارير متنوعة تتحدث عن النسخ السابقة التي ابرزت اقطابا للكرة الاسيوية نجحوا بتطوير منتخباتهم عبر تلك النسخ فاضحوا لاحقا من ابرز اعمدة القارة على المستوى الكروي في حين ابرزت تقارير اخرى سطوع نجم منتخبات استطاعت في مطلع الثمانينات ان تشكل قطبا كرويا مهما في صعيد القارة الصفراء لكن المنتخب الكويتي لم يوظف مثل ذلك التميز لاحقا فاختفى من البطولة من نسخها التالية اضافة لتراجع المستوى الكروي بغياب اي منتخب عبر السنوات الاخيرة من تشكيل توهج لاعبي جيل الثمانينات الذي استطاع الظفر بنسخة عام 1980 والتاهل لمونديال اسبانيا عام 1982 الى جانب تسيده لبطولات كاس الخليج بالمقارنة مع مستوى المنتخبات الخليجية الاخرى ..

كما تحدثت التقارير المذكورة عن قطب كروي منطلق من شرق اسيا وهو المنتخب الياباني الذي عرف الطريق نحو تسلق قمة المجد الاسيوي من خلال بطولة اسيا التي اقيمت على ارضه نطلع التسعينيات وبالتحديد في عام 1992 حيث شكلت تلك البطولة الاعلان الرسمي عن تفوق الكرة اليابانية وانطلق معها مصطلح الكمبيوتر الياباني بالاعتماد على الدقة والتنظيم واستغلال المساحات لتشكيل الضغط المطلوب في الوقت الذي تراجعت معه الكرة العراقية ونضبت المشاركات الدولية واقتصرت على عدد ضئيل من البطولات بسبب تعرض البلد للحصار الجائر حيث عدت اول مشاركة عراقية بالبطولة الاسيوية في عام 1972 تحت قيادة مدرب عراقي رحل عن عالما خلال السنوات الماضية حيث كان المدرب عبد الاله محمد حسن ليعقب تلك المشاركة مشاركة عراقية اخرى جرت ببطولة اسيا التي اقيمت في عام 1976 حيث كان المنتخب بامرة المدرب اليوغسلافي لينكو غاريتش وفي حقبة التسعينيات وبالتحديد في عام 1996 كانت مشاركة منتخبنا الوطني بالبطولة الاسيوية بقيادة المدرب العراقي يحيى علوان قبل ان تشهد لبنان نسخة البطولة في مطلع الالفية الثانية ووقتها كان المنتخب يقاد من المدرب الصربي ميلان زيفادينوفيش لندخل حقبة عودة الكرة العراقية بعد تخطيها الالام الحصار والمشاركات الشحيحة بعودة فيها الكثير من المؤشرات والدلالات حيث ابتدات بنسخة عام 2004 التي كان فيها المنتخب بامرة المدرب العراقي عدنان حمد ليصل المنتخب الى فترته الذهبية منتظرا لحظة تحقيق لقبه الاول الذي تم بنسخة البطولة التي اقيمت لاول مرة في اربع دول من شرق اسيا وبالتحديد في صيف عام 2007 حيث استطاع المنتخب العراقي من الظفر بالبطولة المذكورة ظافرا بالفوز على اقطاب الكرة الاسيوية في الادوار النهائية كالمنتخب الكوري الجنوبي ومنتخب السعودية الذي قابله في المباراة النهائية لينجح بالفوز عليه بهدف وحيد لنجم المنتخب انذاك الكابتن يونس محمود وكان المنتخب وقتها بقيادة المدرب البرازيلي جورفان فييرا..

وكان الامل في ان يستعيد المنتخب روح البطولة السابقة في مشاركته ببطولة كاس اسيا التي اقيمت بنسختها التالية بدولة قطر حيث اخفق المنتخب رغم انه كان بقيادة المدرب الالماني سيدكا واعقبت تلك البطولة مشاركتين عراقيين اخريتين كانت احدهما ببطولة عام 2015 وكان مدربنا في تلك البطولة راضي شنيشل الى ان حظي المنتخب بالمشاركة ببطولة كاس اسيا التي اقيمت عام 2019 حيث كان المنتخب بقيادة المدرب كاتانيتش فهل يعيد كاساس وهج انجازنا المتحقق في عام 2007 ياترى ؟

مشاركة