إذا ضاع المسمار ضاع الوطن – قتيبة آل غصيبة
كثير ما نشاهد ونسمع عن المخالفات والخروقات التي يمارسها بعض العاملين في مؤسسات ودوائر الدولة وبكافة المستويات والمسؤوليات ؛ دون ان نلمس الجدية في معالجة تلك الاخطاء التي قد تبدو في بداياتها بسيطة وتوحي لبعض المسؤولين انها غير مؤثرة؛ ويتغافلون عنها؛ دون ان يضعوا في حساباتهم ان تلك الاخطاء ستنمو في بيئتها حتى تصبح كالورم يصعب استئصاله وعلاجه؛ ويؤدي الى هدر في الجهد والوقت والاموال؛ وتعطيل تطور ونمو المرتكزات التنموية والحضارية في بلدنا الذي يعاني من الفساد والفوضى ؛ فكل الكوارث والاخطاء الجسيمة التي تؤدي الى إضعاف الاوطان وتدميرها تبدأ بإعتلالات وممارسات سلبية صغيرة؛ وفي هذا المقال؛ نتوقف عند قصة من تراث الشعوب راح عنوانها مثلاً لمن كان له عقلاً واعياً وضميراً صاحياً؛ ( إذا ضاع المسمار ضاع الوطن) ؛ تقول القصة : كانت إحدى الممالك تعاديها وتنافسها مملكة أخرى؛ وأراد ملك تلك المملكة ان يتأكد من نوايا أعدائه؛ فقام بإرسال مجموعة من الفرسان لاستطلاع أحوال ونوايا جيش الاعداء؛ وقد تمكنت هذه المجموعة من تأكيد نوايا عدوهم وإستعدادهم للهجوم على تلك المملكة؛ فكتب قائد المجموعة الى الملك رسالة خطية يبين فيها تفاصيل نوايا العدو وحجم قوته وأسلحته وكل استعدادت العدو للهجوم وموعده؛ وأرسلها للملك بيد أفضل فرسانه؛ فحصل في الطريق الوعر الذي سلكه ذلك الفارس ؛ ان ضاع مسمار أحد حدوات الحصان الذي كان يمتطيه؛ مما أدى الى ضياع تلك الحدوة؛ وبضياع تلك الحدوة تعذر على الحصان مواصلة الرحلة بعد ان سقط عاجزا؛ فأصبح الفارس يتخبط سيرا على قدميه في الطريق الطويل والوعر حتى قضى نحبه قبل ان يصل الى مملكته؛ وبذلك ضاعت الرسالة المهمة التي تنذر المملكة بهجوم الاعداء؛ ليهجم بعدها الاعداء هجوما مباغتا على تلك المملكة ويدمر جيشها ويحتلها؛ فضاعت تلك المملكة بسبب مسمار حدوة حصان؛ وهكذا اصبحت هذه القصة مثالاً وحكمة؛ فيها عبرة ( اذا ضاع المسمار ضاع الوطن) ، كل هذا بسبب مسمار صغير في حدوة الحصان، والذي ربما أُعتبِرَ سبباً تافها إلا انه حقيقة كان بداية للكارثة . ولا خلاف على هذا الامر؛ يجب عدم الاستهانة بأي خطأ يحصل في مؤسسات الدولة لأنه قد يتفاقم و يفضي الى مصائب لا تحمد عواقبها؛ كما يحصل في بلدنا اليوم؛ مع الاسف؛ (فمعظم النار من مستصغر الشرر).