إذاعة بغداد الأم توقد شمعتها الـ 76

إذاعة بغداد الأم توقد شمعتها الـ 76
تجمهر الناس لمشاهدة أجهزة الإستقبال في اليوم الأول
بغداد – فائز جواد
اعتادت الاسرة الاذاعية وفي تموز من كل عام وتحديدا في الاول منه الاحتفال بذكرى تاسيس الاذاعة الام اذاعة بغداد واضافة الى اقامة الكرنفال الكبير فان ادارة الاذاعة حرصت على تكريم الرواد واستذكارالراحلين منهم وتكريمهم فضلا على متابعة المرضى والمعوزين من الاسرة الاذاعية، وظل هذا التقليد السنوي يتضاعف ويتصاعد ولم يتاثر بسنوات الحروب والحصار بل ان مرسلات اذاعة بغداد لم تتوقف عن البث الاذاعي لحظة واحدة ولغاية الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ليتوقف صوت اذاعة بغداد لايام بسبب القصف وعمليات النهب والحرق والدمار التي طالت ارشيف الاذاعة الثر الارشيف الذي يحمل تاريخ العراق بالصوت والصورة ولم يتبقى منه الا القليل، في ذات عام الاحتلال وبعد ايام عاد بث الاذاعة خجولا ليعلن عن عودة بث اذاعة بغداد وبدأت الاسرة الاذاعية بالعودة لتسهم بتطوير البث الاذاعي لتعود الاذاعة الام الى ابنائها من المنتسبين والمستمعين وفي الجهة الاخرى بدات اذاعات محلية تنطلق هنا وهناك لتتجاوز في بغداد وحدها عشرات الاذاعات. الاسرة الاذاعية تحاول من خلال استذكار تاسيس الاذاعة والاحتفال به كل عام العودة الى ايام الزمن الجميل عندما كان الرواد يلتفون حول الشباب مع عوائلهم وجمهورهم وبالعكس ليكون كرنفالا رائعا لايهمش فيه جهد احد واليوم وبعد ان رحل من اسرتنا الاذاعية العشرات وهناك من يصارع الموت نتيجة المرض واخرين اختاروا المنافي وطننا لهم هل تتمكن اذاعة بغداد لم شمل الاسرة الاذاعية لتعود بها الى الزمن والتقاليد الجميلة.
(الزمان) في كل عام وبمناسبة تاسيس اذاعة بغداد تستذكر مع رواد وجمهور تاريخ الاذاعة الطويل عله يعيد بنا ذكريات الزمن الجميل ونحن نحتفل ونبارك لاذاعتنا الحبيبه بغداد الذكرى 76 لانطلاقها.
ومن المذيعين الرواد والذي كان ومازال يعمل بجد واخلاص وتفاني المذيع فاضل حطاب التميمي الذي اسس له جمهورا كبيرا من خلال مايقدمه من برامج الى جانب النشرات الاخبارية التي تذكرنا عندما يقدمها التميمي بعمالقة الاذاعة (الزمان) التقته وسالته عن تاسيس اذاعة بغداد وماذا يعني له؟ قال (ان تاسيس اذاعة بغداد او ما تسمى حاليا باذاعة جمهورية العراق باعتبارها اذاعة دولة يعني لي الشيء الكثير خاصة وانها كانت ومازالت بيتا دافئا لكل الطاقات الرائدة والشبابة التي عكست ومازالت اهات والالام ومعاناة ورغبات ابناء شعبنا من خلال الكثير من البرامج التفاعلية والحوارية وهي بحق الاذاعة الام لانها عريقة في عنوانها وفي فيضها وعطائها)
{ كيف ترى واقع الاذاعة اليوم وهل تسير بنهجها المهني كما كانت؟
– ان واقع الاذاعة اليوم وبمزيد من الالم والمرارة ليس بالمستوى المطلوب او الطموح والسبب يشارك فيه الجميع دون استثناء فالاختيارت ليست كما كانت تعتمد المهنية والحرفية بل تدخلت امور كثيرة واصبحت هناك علاقات بديلة تتصف باللامبالاة وعدم الاهتمام واصبح البعض جل تفكيره ينحصر بالمادة وحجم المردود المالي ناهيك عن بيروقراطية البعض المكتبية بحيث بدانا نلمس المافيات الاعلامية وهي تتغلغل في هذا الوسط اضافة الى انعدام العلاقة الروحية والمهنية المطلوبة بين جيلي الرواد والشباب التي انعكست سلبا على مستويات العمل الفني.
{ واذا اردنا ان توجز لنا طبيعة عملك في الاذاعة؟
– كنت ومازلت وسابقى حتى ياخذ الله امانته صديقا للميكرفون الذي اختارني من بين الكثير والكثير لانني اصغر مذيع دخل الاذاعة عام 1973 وقبلها كنت اشارك في بعض البرامج ومنها طريق السلامة انا والفنان كريم عواد تحياتي له والفنان الراحل فاروق فياض والمذيعة السورية عهد نعمت وتنقلت بين اقسام الاذاعة كافة الثقافية والمنوعات والسياسية والبرامج الموجهة الى اوربا وامريكا وفي المحصلة نشرات الاخبار الرئيسة من الاذاعة الساعة الثانية والنصف ظهرا وطبعا بعد ان استمتع انا والمستمعون الكرام بسماع اروع اغاني السيدة ام كلثوم
{ حدثنا عن بعض ذكرياتك في اروقة الاذاعة والتلفزيون
– لقد منحتني ذكرياتي في الاذاعة والتلفزيون الشيء الكثير من الفرص التي جعلتني التقي الكثير من القادة والزعماء العرب وحتى الاجانب ومنهم الملك حسين والملك فهد والشيخ جابر الصباح والشيخ زايد والرؤوساء حافظ الاسد والسادات والقذافي وبوتفليقة وعلي عبد الله صالح وسليم الحص وعرفات والاجانب وسجلت للاذاعة لقاءات مع وردة ونجاة وسعاد حسني ووديع الصافي ونصري شمس الدين ونور الشريف وبوسي ونورا وزيزي البدراوي ونعمت وعلية وسميرة توفيق وشادية وكنت اقضيها اوقات في العمل دون لفتة الى حسابات الساعة او اجزائها واذكر مرة اني كنت اقراء عرض الانباء وكانت معي في الفترة الزميلة ليلى الشيخلي واصبت بشكل مفاجيء برعاف شديد من انفي واستمريت على مواصلة الاخبار لان الاخت ليلى جعلت من نفسها ملائكة الرحمة وبدات تناولني المناديل الورقية الواحد تلو الاخر لامسح الدماء عن ورق الاخبار و اصبحت منضدة المذيع حمراء بسبب ذلك
{ واخيرا ماذا تقول للرواد والشباب بيومهم الاذاعي؟
– للزملاء الرواد مبروك لكم ذكرى تاسيس اذاعتنا الحبيبة وعليكم بالمزيد من المهنية والحرفية والتواضع وامنحوا خبراتكم للشباب فهم بستحقون وللشباب اقول انها اذاعتكم وبصمتكم تنتظركم لتطبعوها على ماتقدمونه من امكانات وانها فرصة لان تتعلموا من زملائكم الرواد فهم مدرسة ولابد منها ويجب ان تكون المحبة والاحبرام سلوكا يوميا يتجسد في العائلة الواحدة
قصر الزهور
وعن تاريخ تاسيس الاذاعة تشير الاحداث الى انه كان للملك غازي إذاعة بسيطة مصغرة في قصر الزهور يرضي بها هوايته الشخصية، فأتجهت النية إلى جعلها إذاعة رسمية للدولة، وقد بدأ الإعداد لها بالفعل وتم افتتاحها بأحتفال كبير. و عند افتتاح الإذاعة ترك الناس بيوتهم وتجمهروا في الساحات العامة التي نصبت فيها أجهزة الأستقبال لمشاهدة بداية هذا الإنجاز العظيم. وزحفت جموع من الرجال والنساء والأطفال إلى منطقة الصالحية في بغداد ليشاهدوا المحطة التي ترسل ذلك الكلام والغناء والموسيقى، لكنهم لم يشاهدوا سوى مبنى صغير يقف شرطي واحد على بابه ولاشيء غير ذلك. لم تكن المحطة سوى غرفة المدير واستوديو للمذيعين وآخر للموسيقى والغناء والقرآن الكريم وكانت تذيع ثلاث مرات في الاسبوع أيام السبت والأثنين والخميس ساعة في الصباح وساعة في المساء وكانت مرتبطة بوزارة الأشغال والمواصلات.
وأوائل المطربين عملوا في الإذاعة محمد القبانجي، رشيد القندرجي، عبد الرحمن البنا،سليمة مراد، زكية جورج، أميرة جمال وعزيز علي
(الزمان) تهدي مستمعي ومنتسبي اذاعتنا الحبيبه باقة من الورود العطرة متمنيه لها التواصل والتالق الدائم.
/7/2012 Issue 4240 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4240 التاريخ 2»7»2012
AZP20