إجراءات أمنية وغلق جسور حول محيط المنطقة الخضراء
إختلال نصاب البرلمان يصيب الشارع بالإحباط
بغداد – الزمان
اصيب الشارع العراقي بالاحباط وهو يتابع وقائع الجلسة الاولى لمجلس النواب في دورته الثالثة التي عقدت امس. واتهم مواطنون الاعضاء الجدد، اثر رفع الجلسة نتيجة اختلال النصاب، بالاكتفاء بالحصول على امتيازات الوظيفة البرلمانية واهدار فرص الخروج من المأزق الأمني والسياسي الذي تعيشه البلاد.
وكان رئيس السن للمجلس مهدي الحافظ قد رفع الجلسة الاولى لعدم توفر النصاب.
واعلن الحافظ عن دعوة المجلس للانعقاد الاسبوع المقبل لاعطاء الكتل الفرصة الكافية للاتفاق على تسمية المرشحين لهيئة رئاسته والرئاسات الاخرى.
وكانت الجلسة قد عقدت بحضور 255 نائبا من مجموع 325 ، وشهدت تجاذبات بين كتلتي التحالف الكردستاني ودولة القانون خرج اثرها عدد من النواب من الجلسة ما ادى الى اختلال النصاب القانوني.
واقتصرت الجلسة كما كان متوقعا على اداء اليمين الدستوري للنواب الفائزين . وتوجهت الانظار الى جلسة امس في ظل ظروف عصيبة وخلافات بين الكتل الرئيسة، لاسيما ما يخص الرئاسات الثلاث التي ألقت بظلالها على الجلسة. واتهم مواطنون اعضاء في البرلمان بمحاولة تسميم الاجواء وطرح شعارات ومطالب ليست ضمن برنامج الجلسة. كما اتهم آخرون اعضاء في كتل بعينها بمحاولة نقل الخلافات الميدانية الى قبة البرلمان لتعميق الشرخ السياسي.
واعلن ائتلاف الوطنية عدم حضوره الجلسة فيما ربط تحالف القوى العراقية الذي اعلن عنه اول امس عن حضوره بالاعلان عن مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء، اما التحالف الكردستاني فيبقى موقفه غامضا حتى انعقاد الجلسة. ومثلما فشل التحالف الوطني في الاعلان عن مرشحه لقيادة الحكومة الجديدة فأن الكتل الاخرى هي الاخرى لم تعلن بعد عن مرشحيها لرئاسة الجمهورية والبرلمان، بعد الاعلان عن عدد من الاسماء تم تسريبها الى وسائل الاعلام.
الى ذلك وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جلسة البرلمان بـالمصيرية، وشدد على ضرورة أن تعاد هيبة البرلمان من خلال جلسته الأولى، ونصح رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم الترشح لولاية ثالثة.
وقال الصدر في بيان إن (يوم الثلاثاء ستنعقد اول جلسة للبرلمان بدورته الجديدةî، مشيرا الى أن هذه الجلسة (لابد ان تنعقد بموعدها المحدد فانها مصيرية، وحسب علمي ان الشعب العراقي ينتظرها بفارغ الصبر لانهاء معاناته الامنية والخدمية والسياسية).
وأضاف الصدر (انطلاقا من الواعز الديني والأخلاقي اضع بعض النقاط بين ايديكم عسى ان تكون بداية نهاية المعاناة) مبينا أن (حضور هذه الجلسة مهم جدا، لذا اهيب بجميع الكتل حضورها وتعدي كل الخلافات التي اوصلت البلد الى هاوية الحرب والجوع والخوف).
ودعا الصدر جميع الكتل السياسية الى (تقديم مرشحيها للرئاسات الثلاث، ولا يحق لاي كتلة التدخل بمرشح كتلة اخرى ما لم يكن خارجا عن نطاق القانون المتعارف) متابعا (انصح الاخوة رؤساء الكتل في ائتلاف دولة القانون ممن اعتذروا عن تلبية دعوتنا لمأدبة الافطار ان يكونوا على قدر المسؤولية في ترشيح رئيس للوزراء بوجهه الجديد وذلك من اجل مصلحة العراق والمذهب والاسلام).
وتابع الصدر (انصح الأخ المالكي أن يكون مقدما للمصالح العامة على الخاصة بان لا يرشح نفسه لولاية ثالثة فان ذلك ما يرغب به الشركاء اجمع، بل هي رغبة المرجعية ايضا والكثير من اطياف الشعب، فاذا فعل فهو يستحق منا الشكر لتقديمه مصالح العراق وستحفظ مكانته الجديدة على كل حال).
وأشار الى أنه (يجب ان تكون الدورة الجديدة لمجلس النواب بداية تعزيز قوة البرلمان وارجاع هيبته ويجب ان يأخذ بزمام الامور كما هو منصوص عليه في الدستور وعدم تدخل الحكومة الجديدة بعمله او محاولة افشاله كالسابق) مشيرا الى أن (هناك ملفات عالقة نرجو من البرلمان ان يجعلها من اولوياته في المرحلة القادمة القريبة).
ولفت الى أن (الملف الامني المتردي يجب ان يكون من اهم اولويات البرلمان ووضع الحلول الفورية والناجعة وان لا تكون زمام الامور في ايد مجهولة).
من جهته طالب تحالف القوى العراقية كتلة التحالف الوطني الاسراع بتقديم مرشحها البديل لرئاسة الوزراء وقبل الجلسة الاولى لمجلس النواب المزمع عقدها غدا . ويضم تحالف القوى العراقية الذي اعلن عنه امس كتل متحدون للاصلاح والعربية وديالى هويتنا والوفاء للانبار اضافة الى عدد من النواب المستقلين.
وقال الناطق الاعلامي لقائمة متحدون للاصلاح بان التحالف الجديد الذي يمثل تطلعات المحافظات الست ويعبر عن ارادة جماهيرها يدعو التحالف الوطني والتحالف الكردستاني الى الاتفاق على الرئاسات الثلاث دفعةً واحدة والبرنامج الحكومي الذي ينبغي ان يأخذ بنظر الاعتبار الظروف السياسية والامنية الجديدة وضرورات تطبيق المصالحة الوطنية والاصلاح المنشود بما يرسي الســــلام والامن المجتمعي ويحافظ على وحدة العراق واستقراره). وكانت القوات الامنية قد فرضت اجراءات احترازية حول محيط المنطقة الخضراء واغلقت جسور الجمهورية والسنك والطابقين ضمن تلك الاجراءات التي تتزامن مع انعقاد الجلسة. وقال المصدر إن (القوات الامنية اتخذت= صباح امس اجراءات امنية مشددة حول محيط المنطقة الخضراء وذلك قبل انعقاد الجلسة). وأضاف أن (الاجراءات تضمنت غلق جسور الجمهورية والسنك والطابقين، فضلا عن تفتيش دقيق للمارة).