إجابات.. ربما

إجابات.. ربما خارج توضيح القص شوقي كريم حسن بغداد لاتمت هذه المواجع الى الشاعر سلمان داود محمد بصلة، لانه هو الذي عودني ان ازور بوابات تالطب العدلي في بغداد دائما) وحدي، اعرف تلك الممرات السرية التي توصلني إليه اقود خطواتي بصمت مجنون محاولا الامساك بما يمكن ان أسميه وجودي ألكلي ثمة اكثر من أنا ، اشوفها تركض بسيقان من خشب الارتجاف ، أمامي محاولة اختراق الظلمة التي تسيل فوق الوجوه ، مثل قير كور التزفيت، هباب طاعن بالسواد، وريح تنوح شاغله المكان بغريب الأشكال حين قررت ألمجيء راودتني تلك الافكار التي لا اعرف من أين تجيء، كثيرا ما ابتسم لنفسي ، بل واسبها احيانا لانها تقودني الى تفسيرات لا معاني لها، من أين يمكن لي ان احدد وجودي الأول فلقد اضعت الطريق اليها منذ زمن بعيد جدا، زمن حملت فيه بقايا الوان وقماشه بيضاء، كنت قد سرقتها من كفن امي الذي جاءت به من بلاد الرمال، و حقيبة لا اعرف ما كانت تحوي، ربما صورتها المحشوة بالغرائب والعجائب رموش تهف مثل جناح زرزور، وعينين تساقطان امامي رطبا بلون الاشتهاء ، وجسد يفوح بروائح الارتجال والغضب قالت ليّ ، وهي تراني احمل حقيبتي ـــ خذها.. عليّ اكون معك دائما… او علك تعود اليّ !! أبتسمت، دون ان افوه بشي، لااجد ثمة ما يجعلني ابحث عن اجابات رعناء وسط عالم من الخراب الوحشي، ايقنت، انني لايمكن ان اعود، لهذا دسستها في ظلمة الاغراض ومضيت، ارقب الشوارع التي توصلني الى انين لايمكن ان ينقطع، خيوط منسوجه من غزول الدم،تتداخل متقاطعة مثل اسلاك الكهرباء، تضطرب حين تمسها رياح التذكر، لكنها تعاود حنينها، الدرب الذي اداعب خطاه الان، لم يتغير كثيرا، عير ان الصورة التي احملها في عمق عبوديتي لاتعرف ان لهذا الشبح السمنتي الماثل مثل هيكل عظمي، ثمة من وجود، كانت اصابع الشارع تشير الى الازقة ، المتناثرة وهي الاخرى تشير الى شوارع ،وازقة لاتفضي الى غير الضجيج ، والمحنة حين تمر السيارات البيض نرفع رءوسنا ، وتلتم افواهنا عند دوائر الارتباك، يقول احدهم في سره، العجز كان يلجم الافواه ــــ ربما اكون أنا ؟ بخجل كائن عطشان وجد ماء اسنا، نضحك، ومثلما همس لروحه، تهمس ارواحنا لنفوسنا ـــ علنا نكون نحن!! وحدي، حين تغتسل الدرابين بنيران الانتظارات، ارسم لوحتي التي لااعرف لها معنى، الشباك المفضي الى الداخل المعتم… الانين الذي لايمكن ان نعرف مصدره، الدكه التي تتوضأ بلون احمر مائل الى السواد، المسدوحة بتناسق غريب، لااعرف تلك الملامح المتشابهة الى حد، يثير غضبي، وحزني، وجنوني، اظل احدق في مديات المكان ، لكن الظلمة تصفعني بقوة فاعاود الهروب الى تلك المسلفة التي سكنت ذاكرتي منذتلك اللحظة التي دعاني فيها الى ان اقف هناك ، الشباك المطل على الدكة ، احاول اغماض عيني ، والهروب الى حيث يمكن ان اكون انا، لكن الاكف التي تومئ الى صروح عذاباتها تتوسلني، يقول الذي ينطرح عن الظلمة البعيدة، وهو يعتصب رداءا اخضر لوثته بقع سود تكسرت عند شاربيه ، ــــ لاتخف .. تعال… فلم يعد ثمة في هذا المكان انيس!! يقول الاخر، وهو شاب تمرغثت احلامه بخليط من الدم والطين والبارود ـــ ماذا لو بحثوا عني الان؟ تنوح المرأة، وتلطم خدها، الاذي تحمر بالوان شتى . ـــ ماذا عساه يقول عني… وهو الذي يشك بكل شيء.. اقسم اني احبه.. لكنه يعاملني بقسوة بدوي… لم يعد ثمة ما يربطنا الان سوى اولاد لاادري ما يمكن ان يحدث لهم…. حاولت الاتكاء الى الارض.. لكن رصاصهم وتكبيراتهم لاحقتني .. الى حيث لاادري.. رفعت يدي مستنجده.. فلم اجد غير فراغ لايؤدي الى غير فراغ!! تنحنح الجالس القرفصاء ، فلقد ادخلوه القاعة للتو، مصحوبا بتكبيرات وصراخ ، ودوي قال ـــ كفوا فلا فائدة !! صمت الجميع ، ولاذت ملامحهم ، خلف وجع ألاستذكار فتحت باصريّ، فوجدت الاشياء كما تركتها، تمسكت يديّ بحديد الشباك الصدأ، الملوث برذاذ البكائين، والنائحات ، والكاشفات عن شعور الاسى ، لافائدة.. فأنا وحدي يتوجب عليّ ان اكون شاهدا لهذا الزمن الذي لايعرفني، ولكني اعرفه مثل طعم حليب ثدي المرأة التي كانت أمي يوما ، اعرف تلك الامكنة التي كونت وحويل ارتباكي ،وجعلتني ابوح لعوالمها الغاصة بالانهزام، والمتجددة كل لحظة، عند الشباك ، تبدأ لحظتي، بل يبدأ يومي، ارسم نواحا.. ومنتظرين.. وتوابيت، واطفال لايفقهون سوى الانهمار، وشابات يقفن دون ان يعلن عن ألمهن، ابدأ الانثيال، الارقام توجع مسامعي ، مثلما يرتبك فؤادي حين ينصت الى نداءات المستجيرين ، الارقام تتصاعد ، انا اهبط الى اسفل انحطاطي، احاول البحث بين ركام الاجساد التي غادرت ارواحها ، عن معنى لكل ما يحدث لكن ليس ثمة من فائدة، ناولني الذي جاء توا ،وهو لايحمل سمات الموتى وهدوء افكارهم ، قصاصة لوثتها غرائب الافكار، بصمت اخذتها ، وبأكثر من صمت وجدته يبوح بما لايقدر، على ان يقوله علنا ماذا ياذاكرة الطين ، تجرنا عربات الخلاص الى رحم المودة، يقتلنا ضيم اثامهم، وتمنحنا شارات الاكاذيب حين وجدتي ادوس لواعج النفوس المنتظرة، اشرت الى من اهيم برضاهم ـــ كفى !! بكن عفونة كلابهم ، صيرتهم يمشون سراعا الى قهر الفواجع ، اطلق نيران عبوديتك ، لاتنتظر ان للقمر خيط من البوح، يحكى ان النوافذ اعلان الاكاذيب ، ويحكى ان ليس الطريق تسلكه الخطوات ، ويحكى .. تقول العلامات، نفيا اليه، واثباتا منه، وتقول العلامات، ـــلاتستر عري خراب مجنون ،!! وتقول العلامات ، ــ علام التفكر بالسؤال، الاجابة لحظة تواري عقلك تراب الافهام، خطوك تحطمه اللوحة ، واللوحة تؤذي النسيان وتدمر المسلة الباسلة، ماذا يؤجج انتظاراتنا، حلم المراهنة، ام تراها العبودية وحدها تقودنا الى صمت الفجيعة ،!! اطلق ، اقتل قبل ان تصيدك اصابع الرفض، لملم مخاوفك واعبر الى حيث الامان، لا تضحك فالسر في معرفة اين المعاني، ومالها لا تمنحنا الهداية ، وتوشم قحوف جماجمنا بالسكينة، حين اوصوني بضرورة الحفاظ على ذخيرتي ألقادمة عرفت ان لاشيء اسهل مني، وارخص من خطاي ، ولاشيء اقل قيمة من خطيئتي، في العام الذي كنته شابا، وسيما، اختليت بها عند نصب مدارسنا ألفاحشة ، همست ـــ لا !! فأخذت بيدها الى حيث ستر، التماثيل الايلة الى ألانتهاء وعند قدمي الرازي، وبحضور باذخ من لدن ألفارابي اقمت ، قيامة القبل والا حتضان، والجنون، لم نكن نعرف،كلانا، ان البهاء منتهى الذخيرة، والسواد الذي ينتشر الى الهناك، قالت وهي تلم مباهجها، لتصنع وجعا. ـــ حاذر فليس المكيدة بأحسن من الرصاص !! لكني خالفتها الامر، خرجت مثل ديك (عليوي النجار) مزهوا، نافشا ريشي ، صائحا بفخر من يؤجج الارواح لتلاحق صلاة الفجر، ـ ــ لماذا لا تصيح الديكة بغير هذا الوقت،؟ ــ لماذا يصيبها الخرس ، وتفطس عند المزابل،؟ ــ مالها لا تستكين عند ربوع الحدائق؟ !! الم تخاذلي ، لانوش بقايا الديك الذي كنته، لكن المستحيل يشد الحبل بقوة، وبهدوء الكاره للأمل اللقاء ، اسق……. ق .. ط // . وحدي، اجدني، احاول اقتحام، هذا الصمت المرعب، الائغ بصراخ لايمكن الانصات اليه ، يأخذني الاتي توا ، وهو يرتدي بزته العسكرية، الانيقة التى حد الترف، والحامل نصف نجوم السماء على كتفيه ، الى الزاوية القصية، كنت وياه ، صاحبي الذي اكتلته الصحراء، نجلس مراقبين السماء وهي تمطر كتلا حمر، نختبيء وراء ذواتنا التي لاتعرف الاجابات، هناك ليس ثمة من اجابة واضحة، الهناك تجعلنا نوقن ان ليس للاجابات فكرة محددة عما يحدث !! امانع اولا، لاني اريد ، البقاء حيث كانت المرأة التي لاتعرف اين ذهبت اطرافها ، عليّ اساعدهاعلى البحث، المرأة طائر مهوس بالخراب، تصرخ مستنجده، تتكور، ثم تسيح مثل دهن القواطي، ثم تتيبس متوسلة ، حضور ما فقدته، الاطراف لاتعني اثبات الوجود، سلع مجهولة الصنع والامتلاك ، وحده الرأس يمثل وثيقة انتكون أنت، تحسست رأسي، وتحسس الموشوم بنصف نجوم السماء رأسه، ومعا ابتسمنان ثمة رؤوس لاتعني غير اشارات بسيطة وثمة رؤوس تلوح لوجودها، ببطء لملمت كومة من الاطراف، سيقان، ايادي، اصابع ،ووضعتها امام السيدة المستنجده ، شالت القدم الاولى، لكنهامالبثت ان صرخت بهلع من اكتشف للتو ان الموت قريب منه ــ لا انها غريبة عنا .. ابعدها …. ساقي بيضاء تشبه حليب النيدو !! ثم تحسست الثانية، ضحك الموشوم بنصف نجوم السماء، وضحك الاخر، والاخر ، والاخر، وحدها السيدة راحت تبحث عما تريد ، لكنها شعرت بخيبة الامل، فراحت تندب احزانها بغير ما ملل ، ليلنا طويل، وانتظاراتنا الى قد لا تجد لها مخرجا مملة ، وامالنا تيبست عند رؤية الاقدام الائغة في برك احلامنا ، انصت ثمة قهقهات فاضحة، اندس الموشوم بنصف نجوم السماء، بهدوء، لننصت معا الى السر الذي يتوسل بتمانع مرغوب ـــ لالالا اخاف المكان يخيفني!! ــ لاتخافي .. ربما لاتعرفين أن هذا المكان هو الاحسن في العالم كله.. لااحد ينصت الينا . هيا لاتكوني رعناء !! ـــ لاارجوك .. ربما ينظرون الينا !! ـــ ينظرون … خيالك انساك ان المكان محاط بالصمت !! ترفس الانفاس اولا، تتاوه ،ثم تروح ملاحقة تأوهات متوسلة ان يكون كل شيء، ببطء، وببطء شديد !! يجلس الرجل الموشوم بنجوم السماء، بأتجاه الفراغ ، دون أن يعرف كنه الاصوات، اللوث يغير مسار اماله، والخوف يملأ ليل وحدته بكل انواع الاوهام ، قال دون ان ينظر اليّ ، او يأبه الى مايحدث ــ لاادري ان كنت انا.. ولاادري ان كنت اعرف خرافتي… ولااعرف مالسر ؟ تأوهت الاصوات، ثم سكنت ، ثم رفست الارض ، ثم ضحكت بصوت مغناج اثار رعب الصالة النازفة صامتا، قال الوهم عديم الملامح الغارق في ظلمة لهاثه ـــ اولم اقل لك انه المكان الامن في هذا الكون ؟ قالت ضاحة ـــ اعتقدت ان ثمة من ينظر الينا !! ــ وماذا دعيهم يبصرون كل هذا الجمال الغريب !! قالت ـــ لاداعي انهم لايعرفون معاني ان نكون هنا !! قال وهو يضربهابشدة علىمؤخرتهاالتي ارتجت بعنف قصف مدفعي ــ لاعليك .. هيا لقد حان الوقت !! لاكم شعرت بالحزن والاضطراب ،والخوف ، والهزيمة، وحدي حاول الهروب الى حيث الشباك المقابل ، الشباك الذي لملم سنوات عمري كلها ونثرها بعيدا عني، لكن الرجل السارق لنجوم السماء، امرني بصوت عسكري شديد الحدة، يشبه نصل طبر( خضير القصاب ) ، بأن اعاود ادراجي، واعطــــــــــاني كبسا، مالبث ان امتلأ باكف واياد وبقايا جنون اوهامي، رأيت اليه، فاشارالى حيث الباب، كان ثمة ــــــــتابوت عتيق يمشي بخطى مرتبكة، وبياض معقوف يراقب الارقام، حبن وقفت البياضات كلها عند حضوري، انحنى التابوت واخذني اليه ، ثمة في البعيد .. البعيد .. وحدي يعود ثانية الى حيث المنحدر الموصل الى الزقاق، الشباك غادرته الوسامةمبكرا، والابواب مغلقة، وثمة الكثير.. الكثير الذيتن هم انا وحدهم يحاولون الوصول الى حيث بقايا اليباس الذي ينتظر التوابيت.

مشاركة