إبراهيم خليل ناقداً… ومرايا الخطاب الإبداعي
كتابان في إضاءة النص 1
مؤيد داود البصام
صدر للناقد والقاص زياد أبو لبن كتابان متزامنان بوقت قصير بين الواحد والآخر، فقد صدر كتاب ابراهيم خليل ناقدا، قراءات وبحوث وأردف بكتاب مرايا الخطاب الابداعي ــ قراءات في تجربة محمد صابر عبيد .
وكتاب إبراهيم خليل ناقداً مجموعة مقالات كتبها عشرون كاتبا وناقدا بحق د. إبراهيم خليل مع ما كتبه زياد ابو لبن الذي حرر الكتاب وقدم له، والكتاب يقع في 240 صفحة من القطع الصغير، يحتوي على مقدمة للمعد زياد ابو لبن واثنان وعشرين مقال بحق الناقد، أخذت كل جوانب انتاجه، مع فهرست لاعماله المنشورة من كتب، والمؤلفات المشتركة مع كتاب آخرين، وفهرست في المقالات والبحوث المنشورة له في المجلات، ومن العناوين يتضح إن الكتاب إنطباع لوجهات نظر الكتاب والنقاد، وتحليل لمجمل منجز انتاج الناقد خليل ابراهيم عبر خمسة وثلاثين عاماً من العطاء في الكتابة والنشر، أي منذ أن أصدر اول كتاب نقدي عام 1975 بعنوان الشعر المعاصر في الاردن ، وكما يوضح زياد أبو لبن في المقدمة ، تابع د. خليل إبراهيم ــ وما زال ــ حركة النقد الابداعي العربي والغربي، دون كلل أو ملل، وتوقف عند عدد كبير من النصوص الابداعية، إن كان على مستوى الشعر، أو القصة، أو المسرحية، أو المقالة، وغيرها من فنون الأدب ، وخليل إبراهيم لم يتوقف عند كتابة النقد ولكنه خاض خلال هذه الفترة الزمنية التي كان يكتب فيها النقد، كتابة القصة في مجموعته من يذكر البحر وفي الشعر من خلال ديوانه، تداعيات ابن زريق البغدادي الأخيرة ، وقد صدرت للدكتور إبراهيم خليل كتب تربو على الخمسين كتاباً، في تخصصات متعددة في النقد، وتاريخ الأدب العربي، والعروض، واللغويات والتراجم، ونقد الشعر، ونقد الرواية، والأدب المقارن، ونقد القصة القصيرة، والأدب النسوي، ويكتب محمد المشايخ في مقالته، إبراهيم خليل الناقد والموقف ، يعد د. إبراهيم خليل، من أبرز رواد الحركة النقدية الأردنية، وهو في طليعة من أستفزوا شباب هذه الحركة، وشيوخها، واستحثهم، فتبادلوا المعارك النقدية، التي أغنت حياتنا الثقافية بالمناقشات، وأسست لما يعرف ب نقد النقد .
مرايا الخطاب الابداعي
أما الكتاب الثاني، مرايا الخطاب الابداعي ــ قراءات في تجربة محمد صابر عبيد ، إعداد وتقديم زياد ابو لبن، قدم فيه مجموعة نقاد وكتاب من مختلف انحاء الوطن العربي، وجهات نظرهم في منتج محمد صابرعبيد الابداعي، مع مجموعة اسئلة وضعها المعد، ليجيب عنها المحتفى بابداعه، وكما يكتب زياد ابو لبن في المقدمة ، وجهنا إليه الكثير من الاسئلة، وطلبنا منه تقديم وكشف ما لا يعرفه القراء عن حياته وتجربته، انتخبنا بعض الحوارات التي أجراها معه مثقفون وأدباء من غير الحوارات التي نشرت في كتاب أنفاس الغابة الذي أعده وقدم له طلال زينل، ويضم خمسة عشر حوارا ً معه من عام 1990 حتى الآن، وزودنا هو بالكثير مما استكملنا به مشروع الكتاب، فضلا على الأطاريح الجامعية التي تناولت تجربته مع نقاد آخرين اقتطفنا منها ما نعتقده مهما ً في هذا السياق. ويحتوي الكتاب على السيرة الذاتية والابداعية ، مع سيرة كتبت باقلام عدد من الكتاب سميت مرايا السيرة، وكذلك مرايا أكاديمية، ومرايا القراءة، ومرايا الرؤية، ومرايا الحوار وهي مجموعة حوارات أجراها عدد من المحاورين، وينهي كتابه بمرايا الشعر، وهي قصائد مستلت من دواوين الشاعر محمد عبيد صابر، التي اصدرها خلال حياته.
الكتابان يمثلان جهدا وثائقيا مهما ً، لإبراز إبداعات مبدعين قدما جهداً ابداعيا عبر عدة عقود، للثقافة العربية، وأغنت مؤلفاتهما المكتبة العربية، من خلال هم ثقافي متواصل ومستمر، وممكن لهذين الكتابين إن يكونا مرجعين مهمين في المكتبة العربية لدراسة ابداع المبدعين والناقدين خليل إبراهيم ومحمد صابر عبيد.
AZP09