أين ضاعت الإنسانية ؟
أين ضاعت الإنسانية تعرف الأنسانية على انها الفطرة التي ولد الأنسان عليها بما يحمله من صفات تؤهله للتميز عن بقية الكائنات .بما معناه ان الانسان كعلبة تمتلئ بالرحمة والشفقة والرأفة والحنان والعطاء والزهد والمحبة هذا يعود للفطرته التي خلقه الله عليها اما اليوم نحن نقف امام الكثير من العلب الفارغة او التي تكون مملوءة بالصفات المعاكسة لمعنى الانسانية فحتى لو بحثنا لن جد سوى طيف انسان فنحن نعيش في زمن ضاعت فيه جميع هذه المفاهيم واُستُبدِلت بالحسد والغيرة والحقد بغض النظر عن القتل والأجرام لأنها تكون لمن لا ضمير له فمثلهم باعوا انسانيتهم منذ امد بعيد هذا في حال لو كان لديهم اصلاً . لن اتكلم عن الرأفة بالحيوانات وكيف ان بعض الاشخاص تعاطفوا مع حيوانات متشردة او مريضة واعتنوا بها لأننا امام معظلة اكبر ألا وهي غياب الأنسانية بين افراد المجتمع نفسهم الذين انعدمت بينهم الرحمة في الكثير من الجوانب التي سأتطرق اليها بشكل مختصر . ها نحن نرى العشرات من الفقراء في الشوارع منهم من يتسول ومن يحاول جاهداً بيع بعض الجرائد او الماء وما الى ذلك والعجيب في الأمر ان البعض بدل ان يقدم المساعدة لهم يؤذيهم بالألفاظ الجارحة وقد يتجاوز البعض الى ضربهم وشتمهم .
اضافة الى ان مجتمعنا امتلأ بأوعية للضغينة والنفاق والكره فمثلاً لو ان شخصاً ما حقق نجاحاً في عمله او دراسته نرى الجميع مقبلين بالتهاني والابتسامات الكاذبة وأذا اختلوا بينهم بدأت الأحاديث بكونه لا يستحق هذا النجاح بل ويلجأ البعض الى إسماعه كلمات جارحة في صدد إزالة البهجة والفرحة منه .
ومن ناحية أخرى كبار السن هؤلاء الذين قضوا عمراً من التعب والسهر على أولادهم ماذا يكون جزاؤهم ؟! كيف يمكن لأي انسان ان يطاوعه قلبه على ترك والده او والدته في دار للعجزة ؟! ربما يكون ارحم من الذي يرميهم في الشارع إرضاءً لرغبة زوجته او لأي سبب كان .. اين اختفت الأنسانية في كل ذلك بل بمعنى أصح أين اختفى الأنسان؟! مثل هؤلاء اقرب الى الحيوانات ربما أقل مستوى منها .. لكن ربما لم تختفِ كلياً فما زالت دور الايتام والعجزة موجودة وفيها من حمل في قلب الحنان والعطف ليعطيه لمن يحتاجه ما زالت هناك القليل من المؤسسات الخيرية النزيهة التي هدفها الوحيد مساعدة الفقراء والمحتاجين دون رياء .
وفي الختام لا يسعني سوى ان اقول لو تخلى كل شخص عن الصفات الخبيثة بداخله وأزال سواد الحقد عن قلبه وقرر ان يصبح أنساناً ليس مجرد حيوان ناطق. ربما سيكون هناك ضوء أمل يوحي بعودة الأنسانية .
زينب اركان