الرياض – الزمان- اديس ابابا-(أ ف ب)
في اول موقف علني لواشنطن من المصالحة الإيرانية السعودية، أثنى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء بشكل حذر على الصين خصم الولايات المتحدة لوساطتها في الاتفاق بين إيران والسعودية، قائلاً إنه قد يفيد المنطقة.
وقال بلينكن لصحافيين خلال زيارة إلى إثيوبيا «من وجهة نظرنا، فإن أي أمر قد يساعد في خفض التوترات وتجنب النزاع وردع أي تصرفات خطيرة ومزعزعة للاستقرار من جانب إيران هو أمر جيد».
فيما اعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان الأربعاء أنّ استثمارات بلاده في ايران قد تبدأ «سريعا»، بعدما اتّفقت القوتان الاقليميتان على استئناف علاقاتهما ما أنهى قطيعة استمرت سنوات. ويعد الموقف السعودي الجديد دليلا على عمق نجاح المصالحة بين الرياض وطهران بحيث انتقلت العلاقة الى الرغبة في الاستثمار وهو ما لم يحدث من قبل . ولم تبد الرياض أي تحفظ إزاء العقوبات الامريكية على ايران والتي تعيق أي استثمار لحلفاء واشنطن بالاخص في ايران . وبحسب مصادر مطلعة فإن الرياض ستلعب جيدا بالورقة الاستثمارية المالية التي تحتاجها طهران اشد الحاجة، ولفتت المصادر الى ان ايران قد لا تبقى هكذا الى الابد تضرر حلفاؤها في العراق ولبنان واليمن. وقال الجدعان في «مؤتمر القطاع المالي 2023» المنعقد في الرياض ردا على سؤال حول الاستثمارات السعودية المقبلة في إيران، «يمكن أن يحدث ذلك سريعا. إذا جرى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، أعتقد أن أمرا ما قد يحدث سريعا».
وتابع «لا يوجد سبب يمنع ذلك. إيران جارتنا وكانت وستظل كذلك لمئات السنين. لذلك لا أرى أي مشكلة من شأنها أن تمنع تطبيع العلاقة عبر الاستثمارات (..) طالما نلتزم بالاتفاق، ونحترم السيادة، ولا نتدخل في شؤون بعضنا البعض».
وكانت إيران والسعودية أعلنتا الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 خلال شهرين، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى. وانقطعت العلاقات عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيًّا معارضًا يُدعى نمر النمر. وتعدّ الجمهورية الإسلاميّة والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًّا، وتَتّهم طهران بدعم الحوثيّين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
ويُذكر أنّ الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي وتمنع الدول والشركات الأجنبية من التعامل مع الجمهورية الإسلامية في محاولة لخنقها اقتصاديا، وهي عقوبات لطالما أيدتها الرياض.
وقال الجدعان خلال المؤتمر «أعتقد أن هناك الكثير من الفرص في إيران ونحن كذلك نوفر الكثير من الفرص لهم».