الموصل:آلاف يفرون وآبار تجف ومؤن تتناقص ومزيد من ضحايا المدنيين
الموصل -أربيل – الزمان
يزداد الوضع في الموصل سوءاً يوماً بعد يوم وتتجلى عملية اتخاذ داعش للاهالي دروعا بشرية في أوضح صورها فيما قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن أكثر من ألفي عراقي يوميا يفرون من الموصل وهو ما يزيد بعدة مئات يوميا عما كان عليه الوضع قبل أنتبدأ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مرحلة جديدة في معركتها لاستعادة المدينة من تنظيم داعش.واعلن الجيش العراقي الاربعاء تحطم مروحية عراقية قرب بلدة بيجي في محافظة صلاح الدين شمال بغداد ومقتل جميع افراد طاقمها المكون من اربعةاشخاص.بسبب خلل فني بحسب بيان عسكري .
وقال نقيب في طيران الجيش لفرانس برس ان ”طاقم الطائرة مكون من اربعة افراد بينهم طياران كانوا في طريقهم الى القيارة في واجب روتيني”. وفي القيارة قاعدة عسكرية كبيرة تعتبر منطلقا للعمليات العسكرية باتجاه الموصل.
واشار الى ان ”المروحية من طراز ”مي 35 روسية الصنع يطلق عليها تسمية صائد الليل”. من جهة متصلة اغلقت قوات الامن الكردية في شمال العراق مقر منظمة تقدم مساعدات للاقلية الايزيدية التي تعرضت لاستهداف وحشي من قبل داعش، حسبما افادت المنظمة في بيان.
واثارت الخطوة التي اقدم عليه جهاز الامن الكردي ”الاسايش”، انتقادات من قبل منظمة هيومن رايتس ووتش، والناشطة الازيدية نادية مراد التي استرقها داعش.
وقالت المنظمة في بيان ان ”قوة من الاسايش داهمت مقر يزدا الرئيسي في دهوك عصر الاثنين، وأمرت بإغلاقه ووقف جميع مشاريع يزدا في مخيمات النازحين واللاجئين”.
وبحسب يزدا فان سلطات الاقليم تتهمها ب ”بالخروج عن القانون” و ”ممارسة نشاط سياسي” و”انتهاء رخصة العمل”. وشدد البيان على ان ”منظمة يزدا ليست كيانا سياسيا بل مؤسسة تدافع عن حقوق الايزيديين في كل مكان من العالم، وتأسست لكي تمنع وقوع إبادة جماعية اخرى بعد إبادة الثالث من اب/أغسطس 2014”. ولم يصدر تعليق من حكومة اقليم كردستان لتبرير قرارها.
بدورها، قالت بلقيس ويلي الباحثة في منظمة هيومن راتيس ووتش في العراق ان سلطات الاقليم ”بحاجة الى التفكير مليا في عواقب اغلاق منظمة يزدا”. ودعتها الى ” عن قرارها وفقا لالتزاماتها الدولية لتسهيل وليس اعاقة جهود المساعدات الانسانية”. واضافت ان ”احد المقربين من المنظمة قال انه يشتبه بان القرار مرده خطة يزدا مساعدة نحو ثلاثة الاف عائلة في سنجار بمواد غذائية كجزء من مشروع اكبر لبرنامج التنمية التابع للامم المتحدة”. وقالت ويلي ان البرنامج ”يتعارض” مع سياسة السلطات الكردية في تقييد حركمة البضائع الى سنجار، المنطقة الازيدية التي تعرضت الى هجوم من قبل تنظيم داعشعام 2014. واضافت ان السلطات الكردية حاولت تفسير سياستها بالاعراب عن خشيتها ان ينتهي المطاف بالسلع الى ايدي حزب العمال الكردستاني.
من جهتها، دعت الناشطة الازيدية نادية مراد السلطات الكردية الى العدول عن القرار، وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي ”من المخجل اغلاق منظمة تدعم حملتي”.
وبعد مكاسب مبدئية سريعة في الموصل توقفت العملية العسكرية عدة أسابيع لكن القوات العراقية استأنفت تقدمها يوم الخميس الماضي من شرق الموصل صوب نهر دجلة على ثلاث جبهات.
ويعمل جنود من وزارة الداخلية على تطهير حي الميثاق الأربعاء بعد أن دخلوه أمس الاول الثلاثاء عندما استعادت قوات مكافحة الإرهاب أيضا منطقة صناعية. وقال الجيش امس إن الشرطة الاتحادية تقدمت في حي الوحدة في الأسبوع الثاني عشر من أكبر حملة عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.
وذكرت الأمم المتحدة أنه مع تقدم القوات العراقية فإنه يجري تسجيل مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين أيضا. ومع تفوق القوات العراقية عددا لجأ المتشددون إلى الاختباء بين السكان واستغلال الوضع بالمدينة لصالحهم من خلال إخفاء سيارات ملغومة في أزقة ضيقة ونشر قناصة فوق أسطح مبان عالية تؤوي مدنيين وحفر أنفاق ومد ممرات بين المباني.
وقال أحد سكان حي الميثاق ”كنا خائفين جدا.” وأضاف ”وضعت داعش سلاحا مضادا للطائرات بالقرب من منزلنا وكانت تفتح النار على طائرات الهليكوبتر. استطعنا رؤية عدد من مقاتلي داعش في الشارع يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة. قصفتهم طائرات.” واستعادت قوات الأمن نحو ربع الموصل منذ أكتوبر تشرين الأول لكن رغم نقص الغذاء والماء آثر معظم سكان الموصل البقاء في منازلهم على الفرار مثلما كان يتوقع الكثيرون. وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 125 ألف شخص نزحوا من الموصل حيث يعيش نحو 1.5 مليون نسمة لكن الأرقام زادت بواقع 50 في المئة إلى 2300 يوميا من 1600 على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأضافت المفوضية أن الوضع الإنساني ”مزري” وإن مخزون الطعام يتناقص وأسعار المواد الغذائية ترتفع فيما تجف الآبار أو تصبح مياهها مالحة من زيادة الاستخدام في حين لم تعد المخيمات ومراكز الطوارئ إلى الجنوب والشرق قادرة على استيعابالمزيد من النازحين.
ومعظم الفارين من الموصل من الأحياء الشرقية لكن سكان الغرب المحاصر ما زالوا تحت سيطرة المتشددين وتتزايد محاولاتهم للهرب إذ يتسلقون الجسور التي يقصفها التحالف ويعبرون نهر دجلة في قوارب. وقد يعني الانتصار في الموصل نهاية الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد لكن المتشددين استعرضوا في الأيام القليلة الماضية الأساليب المرجح أن يلجأوا إليها إذا فقدوا المدينة إذ وقعت تفجيرات في بغداد وهجمات على قوات الأمن في مناطق خسروها.