أوراق عراقية مواقع التواصل ومشكلاتها – عباس فاضل الموسوي
عبر ماسنجر الفيسبوك ، تساءل شخص من المتواجدين معي في خانة الأصدقاء ، كنت قد عرفته من خلال ترددي على شارع المتنبي أسبوعياً ، من الذين يتصورون إن مهنة المثقف ترتبط بالخروج عن المألوف في قصات الشعر واختيار الملابس غير المعهودة مجتمعياً!تساؤله حمل رأياً أسمعهُ كثيراً :(لماذا تُصِّر على كتابة المقالات وأنت البعيد عن عالم الكتابة بحكم تخصصك الأكاديمي في مجال التعليم الهندسي؟!) أنني موقن إن بعض ما يكتب خلف الكيبورد يعّبر عن حسد وغيرة وتنمر على أصحاب النجاح الذين يحظون بقبول مجتمعي، الكتابة عندي كما هي الحال عند الكثيرين ، تشّكل متنفساً للكثير مما نمّر به من أزمات تحمل آلاماً و آمالاً وخيبات.اكتشفتُ مؤخراً شمولي بمشكلات التواصل الإجتماعي ، اذ أدركتُ إن إشراكي للآخرين بعمل إشارة لهم (tag ) في منشوراتي قد يراه البعض ممن أشير إليهم بها ، اقتحاماً وتطفلاً على عالمهم وخصوصياتهم ، كما لا أعرف تفسيراً منطقياً على إصرار البعض على طلب الصداقة وصفحته مغلقة! هذا المدخل هو تمهيد لما ذكرته السيدة «رواء الدهّان « الحاصلة على الدكتوراة في فلسفة الإعلام ، تناولت في منشور لها مشكلة أساسية تتعلق بطريقة وأسلوب التعامل في مواقع التواصل ، سأضعه بين هلالين من باب الأمانة .
كتبت السيدة Rawaa:
( قبول طلبات صداقة، يعني إنك مقبول كضيف، صديق مرحب به في الصفحة العامة وليس على الماسنجر !
مرحّب بك للإطّلاع على المنشورات والتعليق عليها إن أحببت، وليس التعليق والكتابة على الماسنجر !
نحن كبار كفاية لنفهم أنه ليس من اللطيف أبدا التّطفل على خصوصيات الآخرين بأي شكل من الأشكال، والماسنجر خاص كما نعلم جميعا!
هل وصلت الرسالة؟ يبدو أنها لا تصل أبداً…) نعم المنشور حدد بالضبط واحداً من أكبر مشكلات التواصل الاجتماعي عند مجتمع يعاني الكثير من العلل ولايقّر بها ويظن انه أفضل المجتمعات مستنداً على إرث تاريخي أغلبه أساطير وخرافات..، الكثير منا يتصنع الطهارة والعفة والتقوى … مجتمع مثالي امام الكاميرا وعلى صفحات الفيس..هو يعبر تماما عن ما يفتقده . ولعل أفضل اختصار لمشكلاتنا التي برزت مع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ما ذكره الكاتب الموهوب (أ.ف) في احدى تعليقاته أذ يقول : (الكتابات الجريئة و المجهولة المصدر، التي كنّا نخجل حين نقرأها على أبواب وجدران دورات المياه في المدارس،
عادت لنا من جديد الآن،لكن بنسخة الكترونية
وكتّابها مجهولين أيضا،فهم يملكون أسماء مستعارة !)ما نكتبه من آراء عبر تلك الصفحات يتيح للاطباء النفسيين باستكشاف أمراضنا ومن نحن.!!!؟