أواه يا أمتي

أواه يا أمتي

قف في دمشقٍ وحيي ثم ناجيها

وحاكي بغداد عن مجدٍ وحيّها

وقف على طللٍ وأسأله في عتبٍ

أين الألى والعُلا من كان يحميها

شقوا دروباً لنا للمجدِ ماضيةٌ

تمضي وكم تختفي الأمجادُ ترويها

فسائل السطر عن أهلٍ وهم عربٌ

تغلي الحروف وقد أعطت معانيها

فسل بوادي دمشقٍ كل حاضرةٍ

وقل لبغداد كيف المجد حاديها

واذكر لبغداد كان المجدُ معجزةً

كان العُلا والعُلا شيءٌ يحابيها

****

هذي مطالع من راحوا ومن حكموا

 للأرض كلاً وقد عزوا بواديها

لا تنسى في طللٍ تروي لمأثرةٍ

 لعل من ينتخي للعُرب يأتيها

وا حسرتاه دمشق العرب لاهيةٌ

 كذا وبغداد قد شاخت عواليها

أواهُ يا أمتي في الذل قد وجمتْ

 تأبى النهوض ولا ترجى أمانيها

نامت على ذلها كل العصور وما

 نالت سوى بالورى قهراً وغاشيها

يا من يمر وفي بغداد حاجتهُ

 هلا وصحت بها هيّا ويكفيها

قد كان من عزها للأرض قاطبةً

عدلٌ وخيرٌ وما علمٌ يجافيها

واليوم تشكو لجهل ظل ملتزمٌ

كل الأمور وما هلت مراعيها

قف في دمشق وسائل رسم من رحلوا

وقل كفاك لها جفت سواقيها

أين العُلا والألى والمجد من زمنٍ

 ضاعت جميعاً وقد شاهت نواصيها

يا أمةٌ في الورى كانت وعاليةٌ

 كفي المنام يغني المجد شاديها

ما كانت من أمةٌ بالناس في كسلٍ

 ولا الجهالة تطغى في نواديها

قد كنت يا أمتي زهو الأنام وما

 شيءٌ وفي الناس في عزٍ يدانيها

لكنهُ تعب جدت عصور به

أضنى وقد ينجلي والعز يأويها

****

قومي دمشق إلى العلياء راكضةٌ

ونادي بغداد للأمجادِ ناديها

كي تطع الشمس في عزٍ وفي ألقٍ

وكي لتحيا العُلا درباً بما فيها

نامت بيارقها نامت على مضضٍ

نامت وما يرتجى عزٌ يباريها

أين الألى سطروا  للناس ملحمةٌ

لم يبقِ شيئاً لهم ما غير ناعيها

حاكي البوادي وفي دمعٍ يخللها

وأزجي السلام فقد تاهت قوافيها

لعل فيها الأسى والناس عازفةٌ

عن مجدها قد نأت والذل يدميها

فلا دمشق تقودُ الناس في كبرٍ

ولا ببغداد يزهو المجدُ ساعيها

ولا المحبةُ للأوطان في عربٍ

ما غير ما قد مضى ذكرى تغنيها

ما غير ذكرى وفي التاريخ نائمةٌ

تُبكي وألت إلى النسيان نرميها

تبقى الليالي وتبقى الناس شاهدةٌ

كيف العُلا دربنا والأرض نبنيها

فهي التي بقيت شيء نغازلهُ

لعل رجع لنا يأتي ونشفيها

فقد تعود لنا بغداد حاضرةً

ثم دمشق وتزهو في روابيها

سالم محمد النجم – بغداد

مشاركة