أهمية التربية السليمة

بين البر والعقوق

أهمية التربية السليمة

ليس أجمل من أن يكون لك ولد بار يرضي طموحك ، وليس أسوأ من أن يكون لك ولد عاق يلغي هذا الطموح .

ان الابن البار بلسم جرح لأبويه بينما الابن العاق وصمة عار لأبويه .

وقد قيل ( خير لك ألا يكون لك ولد على أن يكون لك ولد عاق )

ان البر للوالدين هو أول الطريق الى الفضيلة ومن دونه لا يمكن أن يقوم مجتمع على قدم ثابتة ، ذلك لأن من يسيء الى والديه لا يمكن أن يكون بارا لمجتمعه ، لأنه يفتقد أهم خصلة من خصال الخير . انه من سوء حظ الوالدين أن يكون لهما ابن عاق يقلل من شأنهما ويمتهن كرامتهما ويعصي أوامرهما ناكرا فضلهما في بعث الحياة اليه منذ مولده حتى صار رجلا. لقد أعطياه الكثير لكنه يبخل عليهما بالمال القليل وبالنظرة الحانية حينما اشتد عوده بينما هما في سن الشيخوخة والعجز .

آثر نفسه وتركهما عرضة لغدر الزمن فلم يخفق له قلب وهو يراهما في أبشع صورة من الذل والعوز والهوان ، يتمنى موتهما سريعا في الوقت الذي كانا فيه يناضلان لابقائه على قيد الحياة خائفين عليه من كل مكروه .

غير أن الابن البار يرفع أبويه الى المكانة اللائقة بهما ، خافضا جناح الذل لهما .

يرى في قرارة نفسه أن الفضل كله لهما فيما وصل اليه من علو مكانة في المجتمع ، وهو يفخر أمام أقرانه بأنه لولا أبويه لكان نكرة .

انه الوفاء بعينه من الابن البار وانها الخيانة كلها من الابن العاق ، فشتان ما بين وفاء وخيانة .

ان العقوق ليس الا من شيم الفاسدين والمنحرفين ، وان البر هو الجزاء الأوفى للآباء من أبناء صالحين .

غالبا ما تأتي التربية السليمة بأبناء بررة أما التربية الفاسدة فتأتي بأبناء عاقين .

والتربية فن لا يستطيع عليها كل أحد ، انها تعني المهارات اللازمة للأخذ بيد الأبناء نحو الطريق الصحيح ، أما أن يتقاعس الآباء في النظر في شؤون أبنائهم فانهم لا يلقون في النهاية سوى الخيبة .. كما يخطئ الآباء في الاسراف في تلبية حاجات أبنائهم ليكونوا في آخر الأمر مترفين كسالى لا يعرفون حقوقهم من واجباتهم .

ومع ذلك فان من حسن حظ الآباء أن تكون لهم حظوة في قلوب أبنائهم  وانه من سوء حظ الآباء ألا ينالوا من أبنائهم سوى التمرد والعصيان .

ان كفة الميزان قد تحيد أحيانا عما نتوقعه أو نحسب حسابه لتكون النهاية سارة أو مؤلمة في هذا الجانب أو ذاك من البر والعقوق ، غير أنه تبقى الضربة الموجعة للآباء حينما يوغل أبناؤهم في العقوق بعد أن كانوا يأملون فيهم البر جزاء ما قاموا به من رعاية لسنين طويلة .

ناجح صالح – كركوك

مشاركة