غارة تقتل 25 من قادة جبهة فتح الشام
بيروت- انقرة -الزمان
قتل 25 عنصرا من جبهة فتح الشام الثلاثاء في غارة لم تعرف هوية الطائرات التي نفذتها في شمال غرب سوريا، واستهدفت مقرا رئيسيا للجبهة التي تؤكد موسكو ودمشق انها مستثناة من الهدنة المعلنة. فيما دعت أنقرة الأربعاء طهران إلى ممارسةضغوط على دمشق والقوات الداعمة لها لثنيها عن الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل الأربعاء يومه السادس، معتبرة أن ذلك يهدد بتقويض مفاوضات السلام المرتقبة في كازاخستان.
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات والقصف الجوي على منطقة وادي بردى قرب دمشق، شمال غرب العاصمة، وسط حديث عن قرب التوصل إلى اتفاق بين قوات النظام والمقاتلين قد يتيح وقف العمليات العسكرية.
ونقلت وكالة الأناضول التركية الموالية للحكومة عن وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو قوله إن «مفاوضات آستانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة» لوقف اطلاق النار الساري منذ منتصف ليل الخميس الماضي بموجب اتفاق روسي تركي.
وتنهي الهدنة التي تم التوصل اليها برعاية روسية تركية يومها الخامس مع استمرار المعارك في وادي بردى قرب دمشق، ما دفع فصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق الى تجميد مشاركتها في اي محادثات حول مفاوضات السلام المرتقبة نهاية الشهرالحالي في استانا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء عن مقتل 25 عنصرا على الاقل من جبهة فتح الشام، بينهم قياديون في الجبهة، في غارات استهدفت مقرا للجبهة قرب بلدة سرمدا، شمال غرب ادلب، مشيرا الى ان القصف اسفر ايضا عن مقتل اربعة معتقلينكانوا محتجزين في نظارة داخل المقر.
وكان عناصر الجبهة يعقدون وفق المرصد اجتماعا داخل المقر الذي يعد «احد اهم مراكز الجبهة في سوريا».
ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات «تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ام روسية». الا ان جبهة فتح الشام اتهمت على قناتها على تطبيق تلغرام التحالف الدولي بشن الغارة على احد مقارها «المركزية». واوردت في خبر عاجل «اكثر من 20 شهيدا جراء استهداف التحالف الصليبي لاحد المقرات المركزية في ريف ادلب الشمالي». وذكر مراسل لفرانس برس ان غارات عدة استهدفت ايضا مواقع عدة داخل بلدة سرمدا بينها حاجز لجبهة فتح الشام. وقال انه شاهد سيارات اسعاف عدة تهرع الى المواقع التي استهدفتها الغارات. وتأتي حصيلة القتلى هذه في وقت تشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لاطلاق النار بموجب اتفاق توصلت اليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا فياتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار لم تصمد. ويستثني الاتفاق بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة «ارهابية»، وعلى راسها تنظيم الدولة الاسلامية. وتقول موسكو ودمشق انه يستثني جبهة فتح الشام، الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة. ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود فتح الشام ضمن تحالفات مع فصائل اخرى مقاتلة في مناطق عدة ابرزها ادلب، ابرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.
وكانت امراة حامل قتلت صباح الثلاثاء جراء غارة لقوات النظام على مدينة خان شيخون، جنوب ادلب.
ومساء الثلاثاء افاد المرصد بمقتل مدنيين اثنين جراء قصف لقوات النظام على وادي بردى. كما قتل مدني اخر جراء قصف النظام على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.