أنبياء السلطة
غالبا مايتكرر في المشهد السياسي تصاعد الهتافات الدينية وتعالي التوصيات بتطبيق الدين وحرمة الامور المُخالفة له ومن يسمع ذلك يحسب ان تلك الدولة نزيهة ولاتشوبها شائبة لكن لو نظرنا واقعيا لوجدنا الانحطاط والفساد يطفو على الساحة وغالبا ماينتشر الفقر والجهل والمرض والاهمال في بلدنا يتعالى اهل السلطة بهتافاتهم الدينية لكن السنتهم صمة امام الفقراء الذي يلتحفون الشوارع وفي بلدنا يتباهى انبياء السلطة انهم يصلون في مسجد ويفتتحون اخر ويمارسون الطقوس الدينية لكن اعينهم تصاب بالعمى امام منظر اطفال يعملون من اجل لقمة عيش حلال لعائلاتهم ..
اصحاب السلطة يتنافسون بتصريحاتهم الدينية المثيرة للجدل وتبادل الشجارات فيما بينهم لكنهم لايستمعون لاستغاثة مرضى يئنون فقرا والما ..
اتخذوا من الدين غطاء لخدع البعض واتخذوا منه درعا يحتمون به هم اخذوا منه غلافه وتركوا محتواه الذي لو اطلعوا عليه لما وصلنا الى مانحن اليه..
هم يتظاهرون انهم متدينون جدا ولسانهم يلهج بالدين لكن الفساد يطغى عليهم هم اساءوا للدين هم ظلموا الدين بفعلهم الشنيع هم لم يُطبقوا ما يدعوا له الدين الذي يؤكد صيانة الحق العام هم لم يعوا ان الدين هو تطبيق وعمل ينفع به الناس لا لقلقة لسان ..
نرى اليوم مشهدا يُجسد لنا ان نبي السلطة ذات نفسه لم يفهم ما هو الدين وكيف يُمارس حيث قام “احدهم ” بالتهجم اللاذع على احدى الشخصيات لكونها لم تكن ترتدي الحجاب عند زيارتها لمهرجان في مدينة مقدسة!!
وكان المهرجان اطراف المدينة !!
كان يظن انه وصي الله في ارضه وهو المُنزل ليأمر وينهي وهذا كذا وهذا كذا !!
مُتناسيا دوره الاساس لخدمة الشعب والمدينة ويتناسى ان من اساسيات دينه هي مُكافحة الفساد وصيانة المال العام والقيام بالمهام المكلفة اليه لكنه يقوم بدور الواعض وتاركا مسؤولياته هم انبياء الوعظ ساسة الكلام والشجار ..
نحن بحاجة الى ضمائر حية قلبها للوطن نحن نلحظ ماتقدم تنجز بصمت لاساسة السن ورياء يملأون القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية بالصور ويقطعون الطرق حينما يخرج وفدا من الساسة من اجل تنظيف شارع فقط من اجل الصور والنشر تحت مبدأ انا اعمل والتقط لي من حيث لااعلم ..
والشوارع تعج بالنفايات والدوائر يملأها الفساد والمدن تشتكي قلة الخدمات واخرى انعدامها وتزايد تفشي الفقر والامراض ونحن نعاني الامرين طُغيان الساسة والواقع..
ام البنين حسن