أنا الماكنة .. النقود (2)
صديقي : ولما هذا كله ؟ .
: هذا ما اراده ( السيد الاكبر ) فقد سمعت انه اعور لايرى الا مصلحته فقط . وبغير هذا النظام لن يكون هناك عبيد .
صديقي : كيف ؟
: تزايد المديونية والتضخم وتسريح العمال سوف يخفض الاجور وبالتالي المزيد من العبيد زهيدي الاجور .
قال صديقي : لقد تذكرتُ الآن نكتة ظريفة وعلى شكل تساؤل ساقه قريب لي ( من يعمل اكثر نحن ام الحمير ؟ ) . حدقتُ في وجهه : هل ترى انها نكتة ! لا يا صديقي انها الحقيقة .
نحن من يعمل ستة ايام في الاسبوع من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة مساءاً وساعتان للطريق يكون المجموع (11) ساعة . وسنكون حينئذ متعبين فننام ساعتين اضافيتين عصرا اما ليلا فنومنا يجب ان يكون مبكرا الساعة التاسعة لنستيقظ في السادسة صباحا فيكون المجموع الكلي (21) . تتبقى ثلاث ساعات واحدة للاهل وواحدة للطعام وواحدة للمخدر الذي يهون علينا كل ذلك من خلال مجموعة العاب بهلوانية والذي نسميه (التلفاز) .
وفي النهاية تكون مكافئتنا مجموعة من اوراق المرحاض التي لا يعطيها قيمة سوى توقيع ذلك الذي يدير النظام والذي لو امتنع عن التوقيع سوف ينهار النظام وهو نظام هائل ومعقد جدا اسمه (الوهم) .
قال صديقي مرتعبا : نحن عبيد ! . نعم نحن عبيد لاننا لو تسببنا بعطل الماكنة بالصدفة سوف نتعرض للعقوبة والتي تصل الى السجن فيما لو اصابتنا الماكنة نحن بعطل سوف يستبدلوننا بخدم جدد . فمن منا وجد ليخدم الثاني.
صديقي : اذن كيف يعمل النظام ؟ .
: يعمل عبر تحريك الموارد والاشخاص فتدور جميعا حول مركز واحد اسمه (السيد البنكي) والذي سوف يمولها باوراق المرحاض التي تستند الى تأريخ من وجودها السابق الحقيقي والذي تم استبداله بحاضر من الوهم من اللاضمان .
يعني ان الحافز معنوي لا حقيقي الاعتقاد بوجود ضمان خدعة كبيرة من الوهم تكفي لتحريك النظام ادعاء السيد ان الامور بخير .
هو بتلك الاوراق المرحاضية التي لا تساوي شيئا واقعيا يستحوذ على الثروات والموارد وعلى جهود البشر ليعيد دورانها داخل المنظومة وربحه انها يدير اللعبة دون ان يدفع او يبذل شيئا . هو يشتري المؤسسات العامة والخاصة كذلك هو يشتري الدول تحت غطاء حرية التجارة وغطاء من الاستعمار والاستهتار وايضا ولتسهيل مهمته يقتل المؤسسات والكيانات الصغيرة والمحلية وبتعاون الشياطين الذين نسميهم ( ساسة ومسؤولين) .
تصور لو انك اخذت قرضا بقيمة 10000 ورقة لبناء منزل حينها ستطلبه من الحكومة او اي جزء من النظام وبعد جهد ستناله مقابل دفعك لفائدة مقدارها 800 ورقة وطبعا سوف تكون الحكومة قد اخذته من السيد مقابل 400 ورقة مثلا انت حينها ستعمل لدى احدى مؤسسات النظام لتسديد قرضك حيث ستأخذ اوراقا مرحاضية لتعطيها للحكومة التي سوف تعطيها للسيد وبالتالي اصبح مجهودك ومجهود الحكومة ربحا للسيد وحده . فانت قد عملت عند السيد دون مقابل ازاء جهدك .
ان للسيد بناءً هرميا يقوم على قاعدة رباعية تجده مرسوما على احد اوراق المرحاض وكما تعلم فان للقاعدة الرباعية اركان هي ( الشعب الحكومة الموارد الماكنة ) وقد وصل بناءه هذا قريبا من القمة وقد بناه بطبقات خيالية العدد من اوراق المرحاض ولو تم وجلس فوق قمته (السيد الاكبر) سوف يقضى علينا جميعا .
صديقي : لماذا ؟
: لاننا حينها لن نستطيع التنفس بسبب الطبقات الهائلة لاوراق المرحاض فوقنا .
صديقي : والنتيجة ؟
: سنصل جميعا الى لحظة يعجز فيها الجميع عن تسديد ما بذمته من اوراق المرحاض بعد ان تصل تلك الاوراق – بسبب التضخم – الى اللاقيمة .
صديقي : والحل ؟
العودة الى الذات الى نظم تخضع لارادتنا الى ضمانات حقيقية .
صديقي : نعم ..
: ثم خلق مجموعة من دوائر المنظومات الصغيرة تلقف ما يأفكون تلتهم هرم السيد فيكون حينها مشتت الذهن ثم تلتحم تلك الدوائرة في دائرة اكبر .
علي الابراهيمي – بغداد
AZPPPL