أم عبّوسي وبيضة الديك
ادهشني خبر غريب قرأته في احدى الصحف المحلية عن محكمة هندية تقضي بالاعدام على ديك باض بيضة واحدة فهو عندهم خالف القانون الطبيعة لان البيض من واجبات الدجاجة لا الديك فالدجاجة هي المسؤولة عن وضع البيض والرقود عليه خلاف الذكر الذي خالف الطبيعة لكن لكم سرد الخبر كله . حينئذ وانا أقرا ذات الخبر تراءت لي ام عبوسي المكرودة التي لم تنصفها المحكمة بعد قتلها ابو عبوسي الذي قد يكون هذا الاسم خشنا على كاهله الناعم الذي لم يطأ الخشونة يوما ام عبوسي كانت تبيع البالة في سوق المدينة لديها طفل وحيد (عبوسي) في الخامسة من العمر كانت دائما ماتندب حظها المرير لانها تزوجت برجل لايحمل من الرجولة فقط الاسم الذي كان ينادى به فهو اسم مذكر لامؤنث تهب المسكينة الى السوق صباحا وهي تتحزم بحزام اسود يداها الخشنتان وعباءتها متربة ومغبرة ووجها الذي اخذ من في السوق ثم يأتي القاتل المأجور زوجها يضربها ويأخذ المال (وعلى هل حطة طحينج ناعم) فهو كان ساذجا خمدا ليس رجلاًً ان صح التعبير فهي تحملت من الشقاق مالم تتحمله غيرها من النساء فهي ام البيت وام العيال فيما عادت من العمل متعبة اثناء دخولها البيت طلب منها ان تعطيه المال كالعادة لكنها اصرت على عدم اعطائه فضربها (بالنعال) فلم تتمالك نفسها وتسارعت الى السكين وانهالت عليه ضربا حتى مات ابو عباس ثم زجت المسكينة في السجن وحسرتها على طفلها الوحيد الذي كيف يعيش خلافها ولم تفكر بأبوه المقتول فهو لايستحق ان يكون ابا !! هنا يأتي السؤال لماذا جيء بأم عبوسي الى السجن على الرغم من ان زوجها خالف قانون الطبيعة كالديك الهندي الذي ذكرناه انفا ؟؟
اليس الحق على زوجها ان يكون مسؤولا عن بيته وزوجته ؟؟ ومسؤولا عن رعيتها بتوفير سبل العيش بسلام ؟ اليس من حق الزوجة ان تحصل على مكانه عند زوجها ترتمي فيه عن شعورها بالخوف وان تشعر برعايته بخوفه عليها لا ارغامها على اعطائه المال ليكون هو القاتل لاغير اليس من حق ام عبوسي ان تتزوج رجلا (لاخراعة خضرة) كل هذه التساؤلات ان يفكر فيها المجتمع قبل الحكم على هذا النوع من النساء الشريفات فهي كانت الرجل بالبيت لا ابو عباس (الطنطل) نعم هنالك امرأة برجلين ولاسيما فقيرتنا التي ذكرناها انفا التي كانت هي التي تعيل البيت عوضا عن زوجها فندائي لكل البشرية اذا رأيت امرأة (مثل ام عبوسي) تتصرف كالرجل لاتلومها وتذنبوها فأنها رزقت بزوج تنازل لها عن كل ادواره المفترض به ان يجسدها كرجل.
الحسن طارق – بغداد
