أمي من قتلك ؟

أمي من قتلك ؟

تم اجتياح وطني، احترقت الأرض، تفجرت براكينها، سماء لم تعد صافية، تمطر وابلاً من حمم، عقولً لم تعد تحتمل ما يحدث، كانت أمي تعاني كبيرة بالسن انهكها المرض، اوشكت على فقد البصر. الهواء ملوث الشجر محترق، الاحباب اعدادهم في نقيض، هناك رعب هناك تشتت، قتالً في السماء وظلمً في الأرض، لا نعلم من نحن وماذا يجري. وعلى ماذا نحن هنا، فقدنا العقول، ضاعت البصيرة، نرى احياناً جثث ممزقة، حينها ينتابنا القلق، صراخ وعويل في كل ركن وحدق، أين نحن لا نعلم، لم نعد نعشق منازلنا، همنا اطفالنا ضعفائنا، امهاتنا، اين سنذهب،

وكأنه يوم الحشر العظيم. لم يعد هناك صبراً، ارواحنا حلقت عنان السماء، تركنا الأرض التي تكونا منها، ذهبنا بعيداً نبحث عن وطن، عادت ارواحنا من جديد، وماهي الا فسحة بسيطة حتى تكرر ماحصل، انظر إلى أطفالي وكأني سوف اودعهم.

حين يخطأ من يقذفنا من السماء والأرض، عادت الأرض تحترق من جديد بدأ عويل الأمهات على أجساداً محترقة، ومنها تحت الانقاض، يا الاهي ماذا حل بالأرض أصبحت غير مستقرة، الموت لم يستثني احداً، نرى البيوت في المساء عامرةً وفي الصباح اطلال.

أبحث كثيراً عن امي وكأني طفلً ضل الطريق. دموعي تنسكب كجمراً ملابسي بالية حافي القدمين.

لا افقه شيء سوى أمي، يا الاهي ها قد وجدتها، أمي اخبريني اين نحن وماذا بعد هذا الضياع، قالت فراقً يطول ومن ثم لا لقاء بعده، بكيت كثيراً حين شعرت انها ذاهبة تبحث عن وطن، صرخت بصوتً مدوياً أمي لا تتركيني وحيداً سأموت من بعدك ألمً، قالت تعال ودعني ياصغيري المسكين. تقول هي حدثها قلبها باننا لن نلتقي، لا أمي ارجوك انا طفلك الصغير، قالت قبلني واذهب صغارك ينتظرون، اعقل ياهذا فلا لقاء بعد اليوم.

إمي لا، قبلت جبينها وايديها وارجلها وقالت ألم اقلك اننا لن نلتقي. خذ نصيبك مني ياولدي، لأنني لن أعود.

وانتم اخوتي اين ستذهبون قالوا معها فهي عجوز، اما انت فعندك ما يشغلك عنا، قلت ماذا، قالوا نصيبك العذاب فنحن ذاهبون، راحلون، اااااه من الألم واي ألم، مزق روحي وابيضت عيوني،

تركوني وحيداً اتجرع مر الصبرِ ، مرت الايام وعدت الشهور وانا احاول ان الحق بهما لكن حالت بيني وبين لقائهم حراب الموت سيوف القهر، ظلم الأرض، لم افقد الامل بل حملت روحي ابحث عن مخرج لعلي اكون بينهم، انهم اهلي وهم كل ما أملك، انها امي انها روحي التي ذهبت بعيداً عني،

حاولت وحاولت، ولكن دون جدوى من ذلك،

حينها خيم اليأس عليه لم أشعر بأني انسان، طفلً اضل الطريق، مرت الاشهر تتبعها سنين عجاف ونحن نفقد الأمل في الالقاء. لا وصال بيننا بل تأتي عنهم اخبار، هنا حطوا هنا رحلوا، هنا سكنوا في ديار، ليست ملكهم، الناس تغيرت، لم يعد هناك شفقة، لأن الجميع يحمل نفس الهموم، كلهم فاقد احباب، الناس تفرقت، اخ بعيد اختً في غير منفى،

مرت السنين وقتها اصبحت شيخاً كبير اشتعل الرأس شيباً، انحنا الظهر، تغيرت ملامحي، لا أملك شيء سوى الشعور بأني الاقي امي،

كان لدي أطفال اتنقل بهم حيث اجد الأمان، لايوجد غذاء كافي، أصبحنا مجردين من كل شيء، لأننا نعيش حياة الغاب فيها البقاء للاقوى، لم تشرق شمسً حينها منذ أن رحلت امي عني،

في ذلك الصباح الباكر الذي يخلوا من الحياة. جاء احدهم فهمس لي أين امك قلت ذهبت بعيداً عني، لم أراها منذ زمنً بعيد. قال امك قد ماتت يا مسكين. قلت قد كذبت أمي مع الاحياء ولكن هي بعيدة عني، بكا أحفادها أراهم في عويل ارى دموع الصغار والكبار تتناثر، وانا في حيرة على ماذا يتباكون، قالوا امك قد ماتت، فضحكت في عقولهم انهم لا يعلمون، امي لازالت حية لكن حال الخطر بيني وبينها لم يسمح لي بالوصول، هناك جيوش تطوقني وهناك وحوش تتحكم في خطواتي، لازالت الأرض تحترق والسماء تمطر وابلً من نار،

يكلموني عن رحيلها عن موتها لكن لم اصدقهم امي لن تموت.

حتى جائت لحظة الهروب من تلك الأرض حين وجدت فسحة من الطريق التي من خلالها اجد امي.،،،،

حملت أطفالي خرجت مسرعاً متلهف إلى لحظة اللقاء، لكي احضنها بين ذراعي واطفأ نار الشوق ونار الفراق، نار من كانوا يقولون ان امك قد ماتت،

ومند الصباح حيث نهاراً،،، مسوداً لا شمس فيه، سوى دماء تسيل في كل شبراً على الأرض، كانت الجثث ملقاة على حافات الطريق، وكنت اغطي أعين أطفالي من قساوة المنظر،

لا يهمني ذلك كله بل انتظر اللقاء مع امي،

بدأت الرحلة

****

ونحن نحمل الأجساد فوق اكفنا ارواحنا محلقة عالياً من الخوف لان من تقع بيدة لن يرحمك، لأنك تركت ارضه التي رواها بدماء الأبرياء، لا يسمح لك مخالفتة فهو سيد تلك الأرض.

واذا نحن سائرون في طريقنا في سيارتنا المتواضعة وجدنا من يدلنا عن الطريق لاننا نجهل تلك الصحراء ، استعنت به لغرض الخلاص قام هو وساومني على ما املك، اعطيته ما يريد من مال، سرت خلفه لعله يوصلني الى طريق الصواب.

أو أجد امي.

نحن الآن في الصحراء حيث لا ماء ولا نعرف أين نحن . فقط مرتفعات ووديان تكاد ترهق أرواحنا. حتى حط الظلام

 محمد المعيني – بغداد

مشاركة