أمس كنت ظالماً واليوم مظلوم

أمس كنت ظالماً واليوم مظلوم

انا قصتي بدأت منذ طفولة مملوءة بدلال وتلبية كل ماارغب في كل مراحلي الدراسية وكنت الابن الثاني للواء (احمد حسين القيسي) الذي توفاه الاجل في 2010 بعد حزن ومرض دام 6  سنوات لان اخي الصغير (علي) تم خطفه في 2004 والمساومة عليه مقابل 20 الف دولار وكنا منتظرين رجوع اخي المدلل الحبيب ولكن بعد يومين من تسليمهم النقود وصلت لنا جثته مقطعة بكيس نفايات امام منزلنا في الكرادة وهنا الصدمة وكنت حينها بفترة نفسية عصيبة وكنت طالباً بكلية الهندسية / الحاسبات . وكنت قد اعتدت ان اخذه معي في الدوام كل فترة لانه القريب لي كأبني لانه اصغر مني بـ 13 عاماً فهو من مواليد 94 . فهو كان بالابتدائية في الصف الرابع الابتدائي عندما فارقنا .

وفي اخر الايام التي اخذته فيها ركض نحو فتاة (س) بغير قسم علما انا اعجبت بفتاة(س) وحاولت التقرب منها بأكثر من طريقة الا ان جوابها كان (لا) .. وعندما واجهتها بأني اريد القرب منها (زواج ) قالت:(لا أفكر في الزواج الآن).

ولكن ما أثار دهشتي بقي  معها واقفاً بضع دقائق قرب باب القسم وكنت اختلس النظر اليهم وبعدها عاد لي

سألته لماذا اخترت الذهاب لها هل تعرفها ؟ كررت السؤال عليه قال : (حلمت بها تنقذني من ذئاب ورحت اشكرها واسالها شنو أسمها). استغربت وابتسمت وقالت انها ان ظنت باني ارسلته لها . وبداخلي اعجابي لها بقي الى ما بعد التخرج وبعد ذلك تولد شك بداخلي بأنها قد يكون لديها ارتباط بغيري لذا حاولت نسيانها وصدقت بان علي الرحيل للابد فرغبت ان ابدأ حياة جديدة وتزوجت بفتاة ودود وحنون معي 2006 وغادرت معها الى الامارات وعملت بشركة هندسية وبعدها رزقت ببنت 2008 وهنا تولد بداخلي هاجس باني لو اسميها على من احببتها ومن حلم بها اخي الراحل (علي) لأثبت لنفسي باني لن انساها واسمها سيخلد بداخلي وسأمنحه لمن هي اغلى مني وهي ابنتي الوحيدة (س) وحدثت مشاكل كثيرة بسبب اسمها مع زوجتي وحينها سمعت خبر رحيل والدي جبرني للعودة للعراق2010 وعند العودة اصرت زوجتي على الانفصال وبدعم من اهلها ونفذت رغبتهم 2011 . وانا بحالة نفسية صعبة جدا” لرحيل ابي واخي وابنتي بمواعيد معينة التقي بها لانها تحت رعاية امها وحينها قدمت لعمل آخر غير التخصص الهندسي واكيد بدعم من احد الاقارب واصدقاء الوالد ممن لديهم مركز وكلمة مسموعة . وبالصدفة من احد الاصدقاء سمعت بأن الفتاة (س) لم تتزوج بل تخصصت بمجال علمي آخر (علم نفس) وتسعى للدراسات العليا وانتقلت لغير محافظة . وهذا كون امل جديد بداخلي واستخدمت كل الطرق والزميلات كي احصل على اخبارها حاولت ان اتصل مباشرة واكلمها لم اتمكن لانها لم تجب على اتصالي وتسعى لتغيير رقمهامباشرة دون معرفة من اكون ؟

وبقيت لمدة طويلة استرق اخبارها وافرح لفرحها وخاصة عندما نالت شهادة الماجستير2014 ..ومن ثم في 2015 تمكنت من خلال التواصل الاجتماعي ان اصل لها ولم ترحب ايضا بي لكون خاصها ممنوعا !

وبعد عام من ذلك علمت بانها عضوة باحدى المجلات الالكترونية (ش) وطلبت الانضمام وبدأت اعلق على نصوصها او استفزها احيانا” بردودي الى ان كلمت احد الشعراء الطيبين ان يكلمها لكونها تحترمه ولم يبخل في مساعدتي وكلمها وحاول معها بأني ساقدم لها كل ماتريد لكنها ايضا” رفضت دون رغبة منها حتى معرفة من انا (حسب ماقالت له لاتريد ان تحرجني) ؟

انا في ذاك الوقت شعرت بثورة غضب وخسارة كل مارغبته هو ان اسافر لأغير جو وابدأ بداية جديدة فسافرت وعدت للعراق بعد شهرين لان ابنتي (س)كانت مريضة هكذا قالت لي امها باتصال هاتفي .ولكن عدت وبداخلي ثورة غضب لايطفئها سوى الانتقام من التي خذلتني (س)

وحسب مركزي ومعارفي اقنعنا مدير الشركة التي تعمل (س)فيها ان يستغني عن خدماتها .ولم اقتنع بذلك.

اخترقت حسابها وهي لاتعلم واستعنت بزميل لي ان يشوه صورتها الاعلامية بأن ماينشر بأسمها ليس لها وهذا عندما ترسل للصحف او المجلات الورقية والالكترونية ( يأخذ العنوان ويقرنه بمقال مسروق) . كي يتم توقيف استلام ماتكتب من قصائد او مقالات لانها سارقة وفعلا” حالفني الحظ . وهي لاتستطيع حتى الدفاع لانها لاتمتلك اي دليل بان حسابها مخترق وعندما احدهم راسلها فمباشرة غلقت حسابها

واعلم بانها مرت بحالة نفسية سيئة لكن لم تطفئ ناري وبنفس الفترة سعيت لعدم قبول تقديمها لرسالة الدكتوراه وتم غلق الابواب امامها من رئاسة القسم والجميع . اعلم انها احترقت لاني حرمتها من طموحها . وحالة ابنتي الصحية تدهورت فشعرت باكتفاء وقوة و سمعت بانها عملت حساب جديد راسلتها ومن حسابي الشخصي وقلت لها انا المسؤول عن كل ما حدث لها ومااحبطها وحرمها من حقوقها وسعى لتدميرها لانها رفضتني .انتظرت رد منها لكنها لم تجبني اطلاقا” . وهي بصمتها كما اعتادت تقتلني .

وحينها ابنتي (س) خضعت لفحوصات دقيقة وكانت النتيجة ابشع مما اتصور وهي مصابة بالسرطان استهنت بالنتائج والقلق اجتاحني فقررت السفر وكررنا الفحوصات وللأسف كانت مطابقة .

وهي كالاميرة في الصف الثاني الابتدائي توقفت عن الدوام وقررنا علاجها في لبنان وبداخلنا قلق وصدمة حجم الكون اخذت ابنتي الجرعة الاولى وصمدت والثانية كذلك ولكن حينما كنت انظر في عينها كنت ارى كل من ظلمته في حياتي ممن ضحكت عليهم واستهنت بضعف حالتهم وكل فتاة ارتلطت بها وتركتها حتى امها التي خذلتها رغم حبها لي . شعرت بعذاب لم يزرني من قبل وهو عذاب الضمير لم اشعر سوى بأني بجحيم وكل ماريده هو شفاء ابنتي حتى لو كان الثمن عمري .. كنت اقنع نفسي سأعيد حقوق كل من ظلمتهم بمجرد ان يطول عمر ابنتي فقررت ان ازور وادعو فرجعت للعراق لأزور الكاظم (ع) في مطلع 2017 وبقيت يومين فقط وشعرت بطمأنينة وعدت لابنتي مبتهجا” متفائلا” بانها ستتعافى الا اني وجدت غرفتها 105 خالية

فظننت في العناية المركزة لأنها احيانا” تعاني من مضاعفات عندما ذهبت لم اجد احدا اهلي او امها هناك رن هاتفي المشؤوم وكانت والدتي تتصل بي.. ترددت بالرد لأني قلقت ولكن استجمعت قواي واجبتها وصوتي يرتجف اين (س)؟ فقالت بصوت مخنوق انها في الجنة .

قلت لها اين(س ) ؟ وبعدها لم اشعر بأي شيء الا بعد يومين لغيابي عن الوعي

وعندما فقت ..اصابني ذهولا ورغبة تدفعني للانتحار لاني حتى لم استطع حضور جنازتها ولا حتى دفنها (وقالوا لي دفناها قرب جدها وعمها علي ) فكم انا اب فاشل وكم انا قاس انشغلت بحياتي التافهة ونزواتي؟ ادركت حينها عقاب الله لي

عانيت الى ان استقرت حالتي فعدت لزيارة قبر ابنتي

وقررت اكتب جزءاً من حكايتي عسى ان ترضى اميرتي ابنتي (س ) التي كانت تقول ( بابا مااكذب اللي يكذب يروح للنار) ..آه حتى ابنتي كانت افقه مني .. انا كذبت وظلمت فأين سأذهب يااميرتي الغائبة الحاضرة ..؟اخبري جدك وعمك باني ساتغير وساتوب عن ظلم الناس وتركت حتى عملي الذي زادني قوة لظلم الناس وقدمت استقالتي .

كتبت هذه الحروف عسى ان تقر عين من ظلمتها المهندسة (س) عشرات المرات . واخذ الله حقها مني بمئات المرات.. انا ضحية انانيتي وعنادي اعلم ندمي عقيم وصدى حكايتي سأخطه رواية . عزمت الرحيل الى دبي وودعت ابنتي في النجف ومن ظلمتها في كربلاء.

مصطفى احمد القيسي – دبي

مشاركة