بوتين يهنئ الرئيس التركي والمعارضة تطالب بإلغاء نتائج الاستفتاء
أنقرة – توركان اسماعيل
القاهرة – مصطفى عمارة
اكد امر الله ايشار مستشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فى تصريحات خاصة عبر الهاتف فى اطار حوار تنشره الزمان كاملاً في وقت لاحق ان المعارضة التركية مدعوة الى احترام ارادة الشعب الذي وافق على التعديلات الدستورية التى نقلت تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي . واضاف ،اننا سنعيد النظر فى عقوبة الاعدام المعلقة منذ 14 عاماً، كما ان حالة الطوارئ ستجدد كل 3 اشهر. فى المقابل اكد عدد من الخبراء السياسيين ان الرئيس التركى سوف يتجه الى مزيد من الحكم المطلق بعد تلك التعديلات وقال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية المصري ان تصريحات الرئيس التركي بعد الاستفتاء تدل على انه سوف يتجه الى سياسة اكثر تشددا ومزيد من القمع وتهميش المعارضين . واضاف ان الفارق الضئيل للموافقة يدل على وجود شريحة واسعة ترفض تلك التعديلات داعيا اردوغان الى الاخذ بذلك فى الاعتبار وضمان استقلال القضاء .وقال حسين حسونه عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان نتيجة الاستفتاء اظهرت وجود انقسام داخلي ،واضاف ان السياسة التركية لن يطرأ عليها تغييرات كثيرة بعد الاستفتاء. و طلب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، الثلاثاء من المجلس الانتخابي الأعلى وعلى أساس حصول تجاوزات، إلغاء الاستفتاء الذي جاءت نتائجه لصالح تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان. وعلى عكس الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي هنأ اردوغان على فوزه في اتصال هاتفي مساء الاثنين، دعا الاتحاد الاوروبي انقرة الثلاثاء الى «فتح تحقيق شفاف في التجاوزات المفترضة» في عملية الاستفتاء الدستوري الذي يمنحه سلطات معززة. وفاز معسكر «نعم» بفارق بسيط الاحد وبنسبة 51,4% من الاصوات، بحسب تعداد غير رسمي اجرته وسائل الاعلام. لكن حزبي المعارضة الرئيسيين نددا بتزوير واسع فيما ابدى مراقبون دوليون تحفظات بشأن النتائج. وقدم نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري بولنت تزجان طلبا رسميا الى المجلس الانتخابي الأعلى لإلغاء النتائج. وتشكل المراجعة الدستورية التي أقرها الاستفتاء أهم تعديل لنظام الحكم التركي منذ تأسيس مصطفى كمال للنظام الجمهوري في 1923. لكن المعارضة تطعن في شرعية فوز اردوغان لسبب رئيسي هو اعلان اللجنة الانتخابية العليا بعيد بدء فرز الاصوات انها ستقبل ببطاقات الاقتراع غير الممهورة بالختم الرسمي للسلطات الانتخابية، وهو ما اعتبرته المعارضة مناورة تجيز التزوير.
وصرح تزجان بعد تقديم الطلب في مقر اللجنة الانتخابية في انقرة ان «هذا الاستحقاق يفتقر الى الشرعية» مؤكدا وجود حملة منظمة «لسرقة إرادة الشعب» بعد تاكيده «الا خيار (…) إلا إبطال الاستفتاء». كذلك اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو في مقابلة نشرتها صحيفة «حرييت» الثلاثاء ان اللجنة الانتخابية «غيرت القواعد في منتصف اللعبة (…) وهذا امر لا يغتفر».
وقدم الرئيس الروسي التهنئة للرئيس التركي لفوز الاستفتاء في مكالكة هاتفية امس بحسب وكالة الاناضول و اعتبرت بعثة مراقبين دوليين مشتركة لمنظمة الامن والتعاون الاوروبي ومجلس اوروبا ان حملة الاستفتاء جرت وسط «عدم تكافؤ» للفرص بين الفريقين رجح كفة معسكر «نعم»، فيما لم يكن «الاستفتاء بشكل عام على مستوى معايير مجلس اوروبا».
لكن تعليقات المراقبين الدوليين اثارت غضب الرئيس التركي الذي قال امام الاف المناصرين في القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين «انهم يعدّون تقريرا كما يحلو لهم (…) اعرفوا حدودكم»، مضيفا «لا ننظر الى اي تقرير قد تعدّونه ولا نأخذه في الاعتبار».
واكد يلديريم الثلاثاء ان «الأمة (عبرت) بحرية عن إرادتها في الصناديق، هذه المسألة انتهت»، و»على العالم أجمع أن يحترم النتيجة بما فيه حزب المعارضة الرئيسي (…) فالأمة قالت كلمتها».