أمريكا عدوة الشعوب – مقالات – امين عبدالوهاب

عود على بدء

أمريكا عدوة الشعوب – مقالات – امين عبدالوهاب

حينما كنت اتخطى متهاديا في شوارع مدن كاليفورنيا الشهيرة، سان فراسنيسكو ، لوس انجلس والعاصمة . سكرامنتو – التي قطنتها مدة تزيد على العام والتي شهدت اخر المعارك ضد الانكليز وبمساعدة الفرنسيين في نهاية القرن التاسع عشر ، اتساءل مع نفسي ، كيف تمكن الامريكون من احداث هذا التغيير في بلدهم ، فلا تجد اثرا لمناظر مخدشة للابصار كالقاذورات ومخالفة قوانين السير او فوضى في الاماكن العامة …. او …… او ……. ؟ فكاليفورنيا مدينة ال – كاوبوي – كما شاهدنا ذلك في افلام  (الويسترن) والتي جسد فيها جون واين  الشخصية الامريكية المدافعة عن حقوق المستضعفين ، بنيت على اساس ديني ، حيث امتها (29) رحلة تبشيرية وردت من المكسيك اقامت صروح (29) كنيسة واتخذت لها اسماء قادة هذه الرحلات ، فالسان تعني القديس ، وتحولت بمرور الايام الى مدن كرست هذا التقدم وخير دليل على ذلك ، هو ان الاسبانية هي اللغة الثانية بعد- اللغة الانكليزية – التي يجري التفاهم بها وهي معلن عنها في كافة الايماءات الارشادية ،لماذا ؟ لان الجالية المكسيكية هي الاعم في كاليفورنيا واسعفتني اللغة الروسية التي تعلمتها ايام دراستي في الاتحاد السوفيتي على التفاهم مع الكثيرين من المهاجرين الروس الذين قابلتهم سواء في المستشفيات ام في غيرها من الاماكن العامة ، واغلب من يتكلم الروسية حضروا من مرفأ  اوديسا  الذي يقع على البحر الاسود ويعود في ادارته الى اوكرانيا في الوقت الحالي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واغلب قاطني اوديسا كما اعلم  هم من اليهود ، حيث ان تعداده ايام دراستي زاد على (750) الف نسمة، وهذا مايفسر كثرتهم في امريكا لفت نظري احد المكسيكيين الشباب الذين قابلتهم في مدينة (القديس خوزيه) التي يدعى اهل العلم عندنا بانها سميت تيمنا بجدي – الحسين – عليه السلام ولا صحة لذلك، في مطعم ايراني يقع جنوب المدينة الجميلة التي تضم اعلى مشفى في العالم لجراحة الاذن ، عندما نادى احد رجال البوليس على المكسيكي الشاب باسمه – عمر- ويظهر ان له معرفة به ، وتوسطت الموقف بين عمر ورجل البوليس ، الذي كان هو الاخر مكسيكيا ، لاستفسر منه عن معنا _ عمر_ لديهم ، لم يعرف احدهم الجواب ، ولكن الشاب رد علي بانه سمع اباه يقول سماه هكذا لان هناك شخصية عالمية اشتهرت بالعدل على مدى التاريخ الانساني ! والان كما تظهر مشاهد على الفيسبوك بان الجالية العراقية اصبح حضورها ملحوظا في امريكا ، وربما سيساوون في القريب العاجل الايرلنديين والافارقة والصينيين والفيتناميين والكوريين … وغيرهم من المهاجرين في اعدادهم ….. فامريكا التي حاربت كل هذه الشعوب بشراسة وبلا هدف سعت لتلطيف ما احدثتة من دمار في بلدانهم بان استقدمت اعداد منهم لهذا الغرض

سالتني المحلفة الامريكية التي قابلتني في عمان العاصمة الاردنية وانا اسعى للحصول على سمة الدخول الى اميريكا للعلاج الطبي بوساطة ابنتي التي حصلت على الجنسية الامريكية ، عن السبب الحقيقي الذي يدعوني لتقديم طلبي وهي متيقنة باني ساتخذ من امريكا مقرا لاقامتي الدائمة ؟ ومن سمع جوابي لها … عقب بالحرف الواحد (لو حضر الحر فلن يقبلونك) … مدام لااحد يريد ترك بلده والعيش في اخر …… ولكنكم جعلتم من البلد جحيما لايطاق … كيف ذلك ؟ سالتني وهي متحرقة للاستماع ، ونبهتني الى ان محلفين اخرين يستمعون الى حديثنا ، ومعنا الشابة الاردنية المترجمة ….. هل تعرفين ، ياسيدتي ، سفيركم    – كارلوبونتي – المتخصص في انشاء العصابات وفرق القتل هذا ماقام به في بلدنا …. واحال البلد الى ساحة صراع دموي قاتل ، افلا يحق لى وانا في هذه السن ان التجا لعدوي لعلاجي ولم اقترف ذنبا سوى حبي لبلدي؟….. ودمعت عينا الشابة الاردنية المترجمة وصاحت  المحلفة الامريكية بلب جوارحها ….. انك من الذكاء  بحيث ساسعى بكل جهدي لقبولك …. فاين النباهه في ذلك ؟

    القاعد القائمة منذ بداية تدويننا التاريخ الانساني ولازالت عاملة ، ان البلدان القوية عسكريا تغزو الشعوب الثرية الاضعف منها عسكرياً لتستفيد منها ماديا فتعمر بلدانها على حساب خراب البلدان الاخرى …. فلكي تتحول شوارع كالفورنيا  الى هذا الرقي وتتوسع (لاس فيغاس) بدعارتها لابد من ان تتحول بغداد الى مزبلة واطلال ….. وان تجبر السعودية والكويت على دفع (600) مليار دولار مستحقات حرب الخليج الاولى ، وتضحي الامة العربية – العراق ،لبنان ،سوريا ،ليبيا ، اليمن …. بدمائها ثمنا لحرب الخليج الثانية والتي اجاب الرئيس الامريكي المجنون – بوش الابن – بانه لايعرف السبب من ورائها ، وانا اقول لكم ان النفط العراقي مرهون لقرنين قادمين تطمينا لرغبات السياسيين المتواطئين وتدعيما لحرب تحرير العراق . اخر المكارم الامريكية للهنود الحمر اصحاب الارض الامريكية تكليفهم بادارة كازينو -المقامرة – والتي تعمل ليل نهارالوحيدة في سكرمنتو ويؤمها الاف الامريكين كبارالسن الذين يعيشون على المعونة الاجتماعية ومن الذين لاسكن لديهم ويرفعون اللافتات التي تدل على حالهم عند تقاطع الطرق المعلمة بالاخضر والاصفر والاحمر .

مشاركة