ألقاب الأسر الموصليـة.. اشتقاقات من المهن القديمة والمناصب العثمانية

ازهر العبيدي

عرف‭ ‬الموصليون‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بحملهم‭ ‬ألقاباً‭ ‬لأسرهم‭ ‬،‭ ‬وحرصوا‭ ‬على‭ ‬نقلها‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭  ‬إلى‭ ‬الأحفاد‭ . ‬غايتهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تمييز‭ ‬أسرهم‭ ‬وسط‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬والتباهي‭ ‬بأصالتها‭ ‬وكثرة‭ ‬عدد‭ ‬نفوسها‭ ‬،‭ ‬ومكانتها‭ ‬المرموقة‭ ‬بين‭ ‬الأسر‭ ‬الأخرى‭ ‬،‭ ‬وعدّوا‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬عنوان‭ ‬الأسرة‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬ما‭ ‬أطلقه‭ ‬الآخرون‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬نبز‭ ‬معيب‭ ‬أو‭ ‬ألقاب‭ ‬رسمية،‭ ‬واعتاد‭ ‬المجتمع‭ ‬الموصلي‭ ‬على‭ ‬سماع‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬وتداولها،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يُعـرّف‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬‮…‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬لقب‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ .‬

  ‬ولهذا‭ ‬فان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬ظلّت‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬لقبها‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬،‭ ‬امتدت‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬الحاضر‭ . ‬وعدّ‭ ‬الموصليّون‭ ‬اللقب‭ ‬بمثابة‭ ‬ملك‭ ‬لهم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬عنه‭ ‬،‭ ‬فاللقب‭ ‬عزيز‭ ‬عليهم‭ ‬كالمال‭ ‬والأبناء‭ ‬والزوجة‭ . ‬يصعب‭ ‬تركه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعـوّدوا‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬وعرفهم‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ .‬

تنوعت‭ ‬الألقاب‭ ‬الموصليّة‭ ‬لأسباب‭ ‬بيئية‭ ‬ودينية‭ ‬وثقافية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وارتبط‭ ‬قسم‭ ‬منها‭ ‬بحادثة‭ ‬تاريخية‭ ‬قديمة‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬ظريفة‭. ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬معظمها‭ ‬قد‭ ‬جرى‭ ‬اختياره‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬إطلاقه‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬عفوي‭ .‬

  ‬كما‭ ‬حمل‭ ‬كثير‭ ‬منهم‭ ‬أسماء‭ ‬مهن‭ ‬أجدادهم‭ ‬أو‭ ‬آبائهم‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يمارسوا‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬المهنة،‭ ‬وكان‭ ‬لقب‭ ‬المهنة‭ ‬بمثابة‭ ‬علامة‭ ‬تجارية‭ ‬ودعاية‭ ‬للبضاعة‭ ‬التي‭ ‬ينتجها‭ ‬الأجداد‭ ‬مثل‭ ‬السكاير‭ ‬والحلويات‭ ‬والصناعات‭ ‬اليدوية‭. ‬فنجد‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬قطعة‭ ‬عيادته‭ ‬لقب‭ ‬الدبّاغ‭ ‬أو‭ ‬الوتّار‭. ‬أو‭ ‬المحامي‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬قطعة‭ ‬مكتبه‭ ‬لقب‭ ‬الأطرقجي‭ ‬أو‭ ‬الصابونجي‭ . ‬أو‭ ‬المقاول‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬قطعة‭ ‬مكتبه‭ ‬لقب‭ ‬الشكرجي‭ .  ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬الموصل‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬مــدن‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬مرّت‭ ‬بفترات‭ ‬هـيمنة‭ ‬أجنبية‭ ‬فارسية‭ ‬وتركية‭ . ‬فقد‭ ‬انعكست‭ ‬لغة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأقوام‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الألقاب‭ ‬القديمة‭ ‬الموصلية‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬اللغات‭ ‬بمثابة‭ ‬لغة‭ ‬رسمية‭ . ‬فحملت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬ألقاباً‭ ‬أجنبية‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يتصور‭ ‬السامع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬قومية‭ ‬اللقب‭ ‬الذي‭ ‬تحمله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬هي‭ ‬أسرة‭ ‬عربية‭ ‬أصيلة‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬ماض‭ ‬عريق‭ .‬

  ‬وهناك‭ ‬حادثة‭ ‬حاول‭ ‬فيها‭ ‬نوري‭ ‬السعيد‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬العهد‭ ‬الملكي،‭ ‬استثارة‭ ‬النائب‭ ‬الموصلي‭ ‬القدير‭ ‬عبد‭ ‬الجبار‭ ‬الجومرد‭ ‬بالغمز‭ ‬إلى‭ ‬لقبه‭ ‬التركي‭ ‬التسمية‭ . ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الجومرد‭ : ‬‮«‬والجومرد‭ ‬كلمة‭ ‬تركية‭ ‬معناها‭ ‬السخي‮»‬،‭ ‬فانبرى‭ ‬له‭ ‬الجومرد‭ ‬وهو‭ ‬الخطيب‭ ‬المفوّه‭ ‬والوطني‭ ‬العربي‭ ‬الغيور‭ ‬قائلاً‭ :‬

‮«‬‭…‬أنا‭ ‬حملتها‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬حسن‭ ‬،‭ ‬وشعرت‭ ‬بأنها‭ ‬دعابة‭ ‬بريئة‭ ‬عندما‭ ‬ذكر‭ ‬اسم‭ ‬عائلتي‭ .. ‬ليس‭ ‬من‭ ‬العيب‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬أني‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬الجومرد،‭ ‬وفخامة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬يعرف‭ ‬هذه‭ ‬،‭ ‬وكلمة‭ ‬جومرد‭ ‬لقب‭ ‬للجد‭ ‬التاسع‭ … ‬أن‭ ‬قصده‭ ‬إلقاء‭ ‬اسم‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬وراء‭ ‬حدود‭ ‬العراق‭ … ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬أربعمائة‭ ‬وخمسون‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬فقط‭ . ‬وهذا‭ ‬الزمن‭ ‬الطويل‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الحقّ‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬ترسل‭ ‬أحد‭ ‬أولادها‭ ‬ليكون‭ ‬خادماً‭ ‬للأمة‭ ‬تحت‭ ‬هذه‭ ‬القبة‭ …‬‮»‬

  ‬وفي‭ ‬التسعينيات‭ ‬انتشرت‭ ‬ظاهرة‭ ‬استعمال‭ ‬الألقاب‭ ‬العشائرية‭ ‬،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬الحضري‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬نشأ‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عشائرية‭ ‬أصيلة‭ . ‬وان‭ ‬رجوع‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬إلى‭ ‬عشيرتها‭ ‬الأصلية‭ ‬تنظيم‭ ‬سليم‭ ‬للألقاب‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬العادات‭ ‬القبلية‭ ‬القديمة‭ ‬كالغزو‭ ‬والإجارة‭ ‬والديّة‭ ‬والعصبيّة‭ . ‬وان‭ ‬استخدام‭ ‬الألقاب‭ ‬العشائرية‭ ‬هو‭ ‬اسلم‭ ‬الطرائق‭ ‬لتوحيد‭ ‬ألقاب‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬وقوميته‭ .‬

  ‬إن‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬تعدّ‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المدن‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الألقاب‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد،‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬للميلاد‭ . ‬لكن‭ ‬قلّ‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬وتفسيرها‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬كتابي‭ (‬أسماء‭ ‬وألقاب‭ ‬موصلية‭) ‬هو‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ .‬

ويسمّي‭ ‬الموصليون‭ ‬اللقب‭ ‬باللهجة‭ ‬العامية‭ ( ‬لبق‭) ‬بتقديم‭ ‬الباء‭ ‬على‭ ‬القاف‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬أشكالاً‭ ‬مختلفة‭ ‬سيتم‭ ‬توضيحها‭ ‬مفصلاً‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬القادمة‭ . ‬وهذه‭ ‬الأشكال‭ ‬ربما‭ ‬وجد‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬تنتمي‭ ‬لجد‭ ‬واحد،‭ ‬وهي‭ :‬

استخدام‭ ‬الألقاب‭ ‬الدينية‭ ‬لرجال‭ ‬الدين‭ ‬السادة‭ ‬والمشايخ‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬مكانة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الموصلي‭ ‬واحترام‭ ‬كبير‭.‬

ألقاب‭ ‬تركية‭ ‬كانت‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬الجد‭ ‬،‭ ‬تعكس‭ ‬رتباً‭ ‬ومستويات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭ ‬،‭ ‬مثل‭ : ‬أغا‭ ‬،‭ ‬بك‭ ‬،‭ ‬باشا،‭ ‬أفندي‭ ‬،‭ ‬جلبي‭ … ‬الخ‭ ‬،‭ ‬وسادت‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬خلال‭ ‬العهد‭ ‬العثماني‭ .‬

استخدام‭ ‬الألقاب‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬انفردت‭ ‬بها‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬أسرتان‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬الألقاب‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬صفة‭ ‬اشتهر‭ ‬بها‭ ‬جد‭ ‬الأسرة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬قصة‭  ‬عرفت‭ ‬بها‭ ‬الأسرة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬حادثة‭ ‬مرّت‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬واطلّع‭ ‬عليها‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬تحوير‭ ‬اسم‭ ‬جد‭ ‬الأسرة‭.‬

استخدام‭ ‬الألقاب‭ ‬الخاصة‭ ‬بأسماء‭ ‬النساء‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬تحلّ‭ ‬المرأة‭  ‬بدل‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الأسرة‭.‬

استخدام‭ ‬ألقاب‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬امتهنها‭ ‬جد‭ ‬الأسرة‭ ‬وعدد‭ ‬مـن‭ ‬أحفــاده‭ . ‬وتشمل‭ ‬المهن‭ ‬ذات‭ ‬التسميات‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬والمهن‭ ‬ذات‭  ‬التسميات‭ ‬التركيـة‭.‬

استخدام‭ ‬الألقاب‭ ‬العشائرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقبيلة‭ ‬والعشيرة‭ ‬والفخذ‭.‬

استخدام‭ ‬اسم‭ ‬المكان‭ ‬والمدينة‭ ‬لقباً‭.‬

النبز‭ ‬أو‭ ‬اللقب‭ ‬المسيء

  ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الألقاب‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أناس‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬اسر‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬الألقاب‭ ‬التي‭ ‬عدت‭ ‬نبزاً‭ ‬يمسّ‭ ‬جد‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أفرادها‭ ‬وأطلقها‭ ‬أعداء‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬أشخاص‭ ‬سيئون‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬تستخدمها‭ ‬الأسرة‭ ‬صاحبة‭ ‬اللقب‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وفي‭ ‬معاملاتها‭ ‬الرسمية‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬استخدمت‭ ‬شفاهاً‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬الآخرين‭ ‬،‭ ‬فيــقولون‭ ‬مثــلا‭: (‬فلان‭ ‬الأعوغ‭) ‬و‭(‬فلان‭ ‬الأعغج‭) ‬و‭(‬فلان‭ ‬الأسود‭) ‬،‭ ‬أي‭ ‬الأعـــور‭ ‬والأعرج‭ ‬والأسود‭ ‬والمجنون‭ ‬بقصد‭ ‬السخرية‭ ‬والاستهزاء‭ ‬على‭ ‬الأغلب‭ . ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ : ‬الأثلم‭ (‬له‭ ‬ثلمة‭ ‬في‭ ‬الوجه‭) ‬‭ ‬الأعضب‭ (‬له‭ ‬عاهة‭ ‬في‭ ‬اليد‭) – ‬الأعمي‭ (‬الأعمى‭) – ‬الأشغح‭ (‬الأشرح‭) – ‬ابن‭ ‬الكفغ‭ (‬ابن‭ ‬الذي‭  ‬كفر،‭ ‬وهي‭ ‬كنية‭ ‬قارئ‭ ‬المقام‭ ‬سيد‭ ‬احمد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الموصلي‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬أحدهم‭ ‬عندما‭ ‬غنّى‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬القديم‭: ‬لقد‭ ‬كفر‭) – ‬أبو‭ ‬غاسين‭ (‬أبو‭ ‬راسين‭ ‬أي‭ ‬كبير‭ ‬الرأس‭) – ‬برغوث‭ – ‬برّم‭ – ‬برم‭ – ‬بشنقيني‭ (‬شدّي‭ ‬العصابة‭ ‬على‭ ‬رأسي‭) – ‬بطـــل‭ (‬بطلان‭ ‬أول‭ ‬بطل‭ ‬الشراب‭) – ‬فاغة‭ (‬فأرة‭) –  ‬قحّاط‭ ‬الباطي‭ (‬نهم‭ ‬في‭ ‬أكل‭ ‬باطية‭ ‬اللبن‭) – ‬القصيغ‭ ‬‭ (‬القصير‭) ‬‭ ‬جلعوط‭ (‬الرجل‭ ‬القمي‭) – ‬صخّنته‭ (‬أصابتني‭ ‬الحمى‭) – ‬الطويل‭ ‬‭ ‬الحلو‭ (‬الوسيم‭) – ‬حنبصيص‭ (‬حمّو‭ ‬الصيص‭ ‬البخيل‭) – ‬حواوا‭ (‬يلعب‭ ‬مع‭ ‬البنات‭) – ‬خرطني‭ – ‬الدب‭ (‬السمين‭) – ‬خغا‭ ‬الييبس‭ (‬القذارة‭ ‬اليابسة‭) – ‬سقيع‭ (‬قليل‭ ‬الفهم‭) – ‬كجّي‭ (‬صغير‭ ‬الحجم‭) – ‬شقّاع‭ (‬ممزّق‭) – ‬شخّاطة‭  (‬علبة‭ ‬كبريت‭) – ‬عبّو‭ ‬الجنّي‭ (‬نشيط‭ ‬كالجنّ‭) – ‬عبّو‭ ‬التصلغ‭ (‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬عضو‭ ‬سليم‭ ‬فهو‭ ‬اعور‭ ‬وأعرج‭ ‬ومكسور‭ ‬اليد‭ ‬والرجل‭ … ‬الخ‭) – ‬عصعوص‭ (‬ذنب‭ ‬الحيوان‭) – ‬ماي‭ ‬ولبن‭ (‬لبنهم‭ ‬مغشوش‭) – ‬نقّاب‭ ‬الدست‭ (‬النهم‭ ‬ثاقب‭ ‬قدر‭ ‬الطعام‭).‬

الألقاب‭ ‬الدينية‭ ‬

  ‬استخدمت‭ ‬الألقاب‭ ‬الدينية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬واسع‭ ‬فيما‭ ‬مضى‭ ‬،‭ ‬وبخاصة‭ ‬قبل‭ ‬انتشار‭ ‬المدارس‭ ‬والثقافة‭. ‬وقلّما‭ ‬كانت‭ ‬تخلو‭ ‬أيّة‭ ‬أسرة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ . ‬وكان‭ ‬حاملو‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬ذوي‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الموصلي،‭ ‬ويكنّ‭ ‬لهم‭ ‬الجميع‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬ويقدمونهم‭ ‬على‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬كافة‭ ‬،‭ ‬ويعدّون‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬البلد‭ ‬المهمة‭ :‬

الحاج‭ / ‬الحاجة‭ (‬الحجّي‭/ ‬الحجّييي‭): ‬يطلق‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حاج‭ ‬وحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬الحجاج‭ ‬محدوداً‭ . ‬بل‭ ‬أن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬في‭ ‬أوراقه‭ ‬الشخصية‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬أسماء‭ ‬أولاده‭ ‬وأحفاده‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬باب‭ ‬داره‭ ‬ودكانه‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واحترام‭ ‬،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الذهاب‭ ‬للحج‭ ‬في‭ ‬قوافل‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬ويستغرق‭ ‬عدّة‭ ‬أشهر‭ .‬

السيّد‭ / ‬السيديّي‭ : ‬لقب‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬السادة‭ ‬الأشراف‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬آل‭ ‬البيت‭ . ‬ويطلق‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرقّي‭ (‬يعزّم‭) ‬للناس‭ ‬،‭ ‬وتقول‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ (‬تسلومة‭) ‬أي‭ ‬استلم‭ ‬الكرامات‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬أو‭ ‬السيد‭ ‬الفلاني‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬معيّن‭ ‬لشفاء‭ ‬نوع‭ ‬معيّن‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬والعاهات‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬لهم‭ ‬امتيازات‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬العثماني‭ ‬منها‭ ‬الاعفاء‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الالزامية‭.‬

الشيخ‭ / ‬الشيخة‭ : ‬لقب‭ ‬يطلق‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬الكبار‭ ‬السن‭ ‬،‭ ‬الذين‭ ‬عرفوا‭ ‬بالتقوى‭ ‬والدين‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يرقّون‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابين‭ ‬‭. ‬ويسمى‭ ‬بعضهم‭ ‬بأنه‭ ‬شيخ‭ ‬الطريقة‭ ‬الفلانية‭ . ‬وفي‭ ‬القرى‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬العشيرة‭ ‬لقب‭ ‬الشيخ‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬زوجته‭ ‬الشيخة‭.‬

الملاّ‭ / ‬الملاّيي‭: ‬تلفــظ‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬بفتح‭ ‬الميم‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬بغداد‭ ‬بضم‭ ‬الميم‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬لقب‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬المتديّن‭ ‬الذي‭ ‬يعلّم‭ ‬الأطفال‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬في‭ ‬الكتاتيب‭ ‬سابقاً‭.‬

الإمام‭ / ‬الخطيب‭ : ‬هو‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬يؤم‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬،‭ ‬ويخطب‭ ‬بهم‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ . ‬وكان‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ ‬تسمية‭ (‬الواعظ‭) .‬

الألقاب‭ ‬العثمانية

أغا‭ : ‬لقب‭ ‬يمنح‭ ‬لرؤساء‭ ‬الانكشارية‭ ‬ملازم‭ ‬وملازم‭ ‬أول‭ ‬ومختاري‭ ‬المحلاّت‭ ‬ورؤساء‭ ‬الأصناف‭ .‬

بك‭: ‬الكبير‭ ‬والقدير‭ ‬،‭ ‬ويطلق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أمير‭ ‬أو‭ ‬موظّف‭ ‬ذي‭ ‬منصب‭ ‬عال‭.‬

باشا‭ : ‬لقب‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الولاة‭ ‬،‭ ‬والضباط‭ ‬من‭ ‬رتبة‭ ‬لواء‭ ‬فما‭ ‬فوق‭.‬

كهية‭ : ‬أكبر‭ ‬موظف‭ ‬بعد‭ ‬الوالي‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يسمى‭ ‬كتخدا‭ .‬

أفندي‭ : ‬لقب‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬موظفي‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬ملابسهم‭ ‬تقليداً‭ ‬للملابس‭ ‬الأوربية‭ ‬،‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬السترة‭ ‬والبنطلون‭ ‬،‭ ‬وأضيف‭ ‬إليها‭ ‬الطربوش‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬الأسود‭ (‬الفيس‭) ‬،‭ ‬واستبدل‭ ‬بالسدارة‭ ‬السوداء‭ ‬والبنية‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الملكي‭ . ‬وأطلق‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬على‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ .‬

الآي‭ ‬بكي‭ : ‬وتعادل‭ ‬رتبة‭ (‬مير‭ ‬ألآي‭) ‬،‭ ‬وهي‭ ‬رتبة‭ ‬تمنح‭ ‬إلى‭ ‬قائد‭ ‬السباهية‭ ‬،‭ ‬وكانوا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بإقطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬،‭ ‬ويتولون‭ ‬قيادة‭ ‬الحملات‭ ‬العسكرية‭ .‬

تفنكجي‭ ‬باشي‭ : ‬مدير‭ ‬الشرطة‭ ‬وقائد‭ ‬التفنكجية‭ ‬أي‭ ‬حملة‭ ‬البنادق‭ .‬

سباهي‭ : ‬الفارس‭ ‬المكلف‭ ‬بالخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬لقاء‭ ‬منحه‭ ‬إقطاعات‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬تكون‭ ‬الاقطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬يرسل‭ ‬صاحب‭ ‬الإقطاع‭ ‬أتباعه‭ ‬المسلحين‭ ‬بدلا‭ ‬عنه‭ ‬إلى‭ ‬الحملات‭ ‬العسكرية‭ .‬

جندرمة‭ : ‬الشرطة‭ ‬العثمانية‭ ‬المحلية‭ .‬

لاوند‭ : ‬جند‭ ‬شبه‭ ‬نظامي‭ ‬يجنّد‭ ‬محلياً‭.‬

الياور‭ : ‬الحرس‭ ‬أو‭ ‬المرافق‭ .‬

سردار‭ : ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬الزعيم‭ .‬

ميرالاي‭: ‬العقيد‭ .‬

يوزباشي‭ : ‬الرائد‭. ‬

قول‭ ‬اغاسي‭ : ‬النقيب‭ .‬

مهردار‭ : ‬أمين‭ ‬الختم‭ ‬،‭ ‬الكاتب‭ ‬الخصوصي‭.‬

دفتردار‭ : ‬رئيس‭ ‬موظفي‭ ‬المالية‭ .‬

سلحدار‭ : ‬محافظ‭ ‬أسلحة‭ ‬الأمراء‭.‬

علمدار‭ : ‬حامل‭ ‬العلم‭ .‬

بيرقدار‭ : ‬محافظ‭ ‬العلم‭ ( ‬البيرق‭ ).‬

طوبجي‭ : ‬مدفعي‭ ‬أو‭ ‬مصلّح‭ ‬المدافع‭ .‬

جاويش‭ : ‬عريف‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الجندرمة‭ .‬

ورديان‭ : ‬السجّان‭ ‬أو‭ ‬حارس‭ ‬السجناء‭ ‬في‭ ‬السجن‭ .‬

جلبي‭ : ‬السيد‭ ‬الغني‭ ‬أو‭ ‬التاجر،‭ ‬أطلق‭ ‬العامة‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬على‭ ‬الأغنياء‭ ‬والتجّار‭.‬

يازجي‭ : ‬موظف‭ ‬كاتب‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ .‬

دربكي‭: ‬مسؤول‭ ‬العشائر‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬واستخدم‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬تلفزيوني‭ ‬باسم‭ (‬حكاية‭ ‬المدن‭ ‬الثلاث‭) ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الطريف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الالكترونية‭ ‬نقلت‭ ‬هذه‭ ‬الألقاب‭ ‬عني‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬لكاتبها،‭ ‬وتم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬نقلهم‭ ‬بهذا‭ ‬اللقب‭ (‬دربكي‭) ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يذكره‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الألقاب‭ ‬الموصلية‭ ‬العثمانية

مشاركة