أكراد سوريا يخشون ازدياد الهجمات من قوات الأسد

أكراد سوريا يخشون ازدياد الهجمات من قوات الأسد
توجه أوربي لتعديل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا
بروكسل ــ الزمان
أكد المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون، إلى أن التحضيرات جارية من أجل إجراء تعديلات على نظام العقوبات المفروضة ضد سوريا، خاصة في المجالات الاقتصادية واعتبر مايكل مان، أن هذا التوجه ينسجم مع قرار وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد في 18 شباط»فبراير الماضي، حيث يهدف الأمر إلى مساعدة ودعم الشعب السوري، وسوف تتخذ قرارات اقتصادية الطابع بهذا الخصوص ، حسب قوله وأضاف أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي، الذين سيعقدون اجتماعهم الدوري في لوكسمبورغ الاثنين القادم، سيقومون بتقييم الوضع لاتخاذ ما هو مناسب من إجراءات، وفق الرؤية الثابتة الهادفة إلى مساندة الشعب السوري ، على حد تعبيره ولم يعط المتحدث تفاصيل إضافية حول ماهية التعديلات المنتظرة، إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن الأمر يتعلق بشكل خاص برفع بعض القيود التجارية بشكل يسمح بإعادة إطلاق الإقتصاد خاصة في الأماكن الخارجة عن سلطة الحكومة السورية وأضافت المصادر أن مثل هذه الإجراءات قد تشمل أيضاً منح الضوء الأخضر للدول الأعضاء بشراء النفط السوري من المعارضة، هناك العديد من الإجراءات الاقتصادية والتجارية التي يجري النقاش بشأنها، ومن المرجح إتخاذ قرارات بشكل متدرج ، وفق المصادر نفسها أما بشأن مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح، فقد أقرت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها أن الأمر لا يزال محل خلاف بين الدول الأوربية، مشيراً إلى أنه قد يحتاج إلى مزيد من النقاش للتوصل إلى قرارات.
يذكر أن الاتحاد الأوربي كان فرض منذ بداية حركة الاحتجاجات في سوريا في آذار»مارس 2011، والتي تحولت بعد ذلك إلى تمرد مسلح، سلسلة عقوبات اقتصادية وسياسية ضد هذا البلاد شملت حظر شراء النفط، ما أدى إلى تراجع العائدات النفطية لسورية بنسب كبيرة. من جانب آخر قال زعيم كردي ان قصف مناطق كردية في سوريا يشير الى ان أكراد سوريا الذين كانوا بمعزل منذ فترة طويلة عن الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد أصبحوا مستهدفين بطريقة متزايدة من جانب قواته بعد ان أبرموا اتفاقات مع معارضين يقاتلون للاطاحة به. وقال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ان موجة في الآونة الاخيرة من هجمات الجيش السوري ربما كان سببها اتفاقات عدم الاعتداء التي تم التوصل اليها بين الأكراد وبعض الفصائل المعتدلة في قوات المعارضة. وقال لرويترز في مقابلة ان هناك سببا محتملا آخر هو ان الأسد يخشى من ان تركيا التي تأوي معارضين سوريين والتي دعته الى التنحي قد تساعد ايضا اكراد سوريا بعد الدخول في محادثات سلام مع الأقلية الكردية المضطربة عندها.
وأضاف في المقابلة التي اجرتها معه رويترز في برلين ان الحكومة السورية ربما انزعجت من هذه الاتفاقات مضيفا انهم أبرموا هذه الاتفاقات مع بعض الفصائل الصغيرة في حلب ولذلك قامت القوات السورية بقصف مناطق كردية.
وتابع انهم ربما يظنون ان الاكراد يتلقون بعض المساعدات من تركيا لكن هذا غير صحيح. وقال ناشطون اكراد انه قتل 11 مدنيا عندما قصفت طائرات سورية قرية كردية في منطقة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا يوم الأحد. وكانت هذه اكبر خسائر في الأرواح يصاب بها الأكراد في هجمات للحكومة منذ بدء الانتفاضة على الأسد قبل عامين.
وقال مسلم ان حي الشيخ مقصود بمدينة حلب الشمالية تعرض ايضا لهجمات جوية قتلت 47 مدنيا خلال الخمسة عشر يوما الماضية. واضاف مسلم انه منذ البداية قرروا الا يكونوا جزءا من هذا القتال الأعمى المستمر بين دمشق وآخرين وان سياستهم كانت الدفاع عن النفس وحق الدفاع عن انفسهم وحماية المناطق الكردية. وزادت مشاعر عدم الثقة بين الغالبية السنية في سوريا وبين الاكراد الذين يشكلون 9 الى 10 في المئة من تعداد السكان ومعظمهم من السنة مع زيادة سخونة الانتفاضة.
وفي هذه العملية اكد الاكراد سيطرتهم على اجزاء في شمال شرق البلاد حيث تتركز طائفتهم.
وتشك شخصيات عربية في المعارضة في ان الاكراد قد ينشئون اقليما يتمتع بالحكم الذاتي يضم تلك المناطق.
ويتهم السياسيون الأكراد السوريون المعارضة المناهضة للأسد بتجاهل حقوق الاكراد وبأنهم يسعون للسيطرة على الشمال الشرقي المنتج للنفط الذي يشكل نسبة كبيرة من انتاج النفط السوري.
وقال مسلم ان المناطق الكردية هي مناطق غنية ويحاول الجميع وضع هذه المناطق تحت سيطرته .. ربما ليست قوات الأسد فحسب .. وربما آخرون في المستقبل.
وعندما سئل ان كان الاكراد يمكن ان يوحدوا صفوفهم مع الجيش السوري الحر قال مسلم ان هذا لا يمكن ان يحدث الا اذا التزم الجيش السوري الحر بسوريا علمانية ديمقراطية. لكنه قال ان الجيش السوري الحر يضم جهاديين وسلفيين متطرفين.
AZP02