أغنية من الذاكرة

ماحظت برجيله

 

أغنية من الذاكرة

 

السالفة ومابيها ان واحدة من النساء مليحة الوجه فارعة القوام ساق لها القدر رجل فقير ليكون زوجها وكل الذي يدور في فكرها ان الاحوال لابد ويوم تتغير ومضت سنين طويلة وهي تعاني من الحرمان والنسوة حولها يلومونها ويقولون لها تخلصي من هذا الرجل التعبان شوفيلك فد واحد يسعدك لم ترد ان تتعجل فسألت هل هناك من يقرأ الفال فدلوها على احدهم ويدعى سيد علي وهو حنقباز من الدرجة الاولى وهتلي مزحج فلما راها لعب الفار بعبه وقال هاي خوش صيدة .. ها يابه شنو مشكلتك قال سيد علي للمرأة .. قالت سيد اريد اعرف رزق زوجي من اخذته حتى الان فقر اكو امل يتحسن رزقه ؟ وهنا بدأ مكر سيد علي فقال لها هذا رجلك مسدودة بوجهة وانصحك تتطلقين منه .. قالت له وشلون اقعد ابيت اهلي ؟ قال لها يابه الف واحد ياخذك هاي خلقتك الحلوة واني اولهم .. فرحت المسكينة وصدقت السالفة وذهبت فورا الى زوجها وطلبت منه ان يطلقها وحاول ان يثينها عن طلبها مؤملا لها ان الله لا ينسى احداً فلم يلح وطلقها وفي قلبه غصة منها واتجهت بعد العدة الى سيد علي وقالت له سيد انا اطلقت وكملت العدة وجيتك مثل ماردت .. قال لها يعني شنو قالت له تزوجني .. قال لها يابه خلي نتعاشر هسه وبعدين يصير خير وشمت المرأة رائحة الخباثة فرجعت الى زوجها فقالت له اني كنت عصبية وغلطت اسفه اريد ارجعلك .. قال لها الرجل الفقير انت كفرتي بنعمتك واني بعد ماريدك ولما علم الناس بخبرها جرى المثل لاخذت سيد علي ولا حظت برجيله … نرجع لسالفة الشعب العراقي مع الوضع الذي اصبح فيه بعد 2003 كانت الناس تعاني الشح بسبب مغامرات صدام حسين الارتجالية وحينما حدث الغزو انتشرت احاديث كثيرة منها ان الحصة التموينية سوف يصبح خمسين مفردة وفيها حتى ويسكي وبيره وكان اعتراض الناس البسطاء على المشروبات كيف يستلموها وهم يستحرمون وكانت الاجابة حاضرة اللي ميريد بالحصة مشروبات روحية يعطوه بدلها فلوس وسوف توزع مبالغ بالدولار لكل الافراد شهريا وغيرها وغيرها وصدق الناس الحتوتة والنتيجة تهجير وقتل وتفجيرات وتسليب وتزوير وخمط اموال الرعية بلا وجع قلب حتى اصبح الكثير من الناس يتمنون العودة للعيش في ظل النظام السابق ولكن ذلك اصبح من المستحيلات شغلت تلك المراة الماحظت برجيله ولا سيد علي وفه بوعده.

 

****

 

يتداول الناس بينهم (عبارة بربوق متغرق ) وفي العامي يلفظ القاف غير ذلك ولايوجد حرف في التايبر شبيه له .. كانت الناس ايام زمان لا اسالة ماء ولاشوارع مبلطة ولاكهرباء ولا اسواق بمعنى الاسواق في الوقت الحاضر لتلك كان السكان ينشأون اماكن سكناهم بقرب النهر حيث يتوافر الماء حاجة الانسان الاساسية في الشرب والطبخ وغسل الابدان والملابس وغيرها واختصارا للمعاناة كانت تلك المساكن قريبة من النهر كانت وسيلة التبريد الوحيده لشرب الماء هي(التنكة او الكلة) ومازالت تستعمل في بعض المناطق وهي عبارة عن فخار اسفله على شكل كرة ويمتد الى اعلى بعنق رفيع كي يستطيع الانسان شرب الماء من تلك الفوهة ولطالما ينكسر ذلك العنق مما تنعدم معه فائدة تلك الكلة لعدم امكانية شرب الماء منها فترمى في مجرى النهر للتخلص منها كما هو الحال للاشياء التي تصير غير مفيدة للانسان ويسمى ذلك الجزء من (التنكة او الكلة) (البربوق) وعادة ما يكون مملوءاً بالهواء وحينما ترمى في النهر لا تستقر في اسفل النهر وانما تغرق وتخرج ثانية لعدم خلوها من الهواء الذي يزيحها الى الاعلى وجرى المثل على ذلك لبعض الناس الذين مثل تلك البربوق ويطلق بالاخص على بعض النساء المنحرفات فكثير ماتمر في مصاعب لكنها تخرج منها سالمة .. اليوم للاسف اصبح اعداد كبيرة ممن يسمون رجال وماهم برجال ولا حتى اشباه الرجال يتلونون كالحرباء كيف ما يكون لون المكان يكون لونه ففي عهد الثورة الاول صار احمر وبعد الانقلاب عليها صار اخضر وبعد الاحتلال صار اصفر وبعدين صار اسود وهلم جرا على الاسماء فمرة عبد الكريم وعبد السلام واخرى هيثم وصدام وعدي ومرة جورج وجون واخرى حسن وحسون وفي العهد الجديد مرة في القائمة العراقية واخرى في الحرة او البيضاء او القانون او المواطن او الاحرار او متحدون والمهم ضمان وجوده بالمكان المناسب الذي يطمح اليه متأثرين باغنية سميرة توفيق ( اتنقل ياغزالي يابو عيون السود … غيرك ما يحلالي يابو عيون السود ) والحصيلة يغرق من يغرق ولكن هؤلاء لا يغرقون ؟

 

 

خالد العاني – بغداد

 

مشاركة