قائد جديد لعمليات بغداد وسط تساؤلات عن أسباب تخلي القوات الحكومية عن حمل السلاح أمام مجاميع مسلّحة
بغداد- عبدالحسين غزال
النجف -الناصرية -عامر طويريجي
دعا الناشطون العراقيون للحماية الدولية للمتظاهرين بعد مجزرة المليشيات في ساحة الخلاني وجسر السنك الجمعة وعجز الحكومة عن التدخل للحماية . فيما تواصلت التظاهرات في بغداد وجنوب العراق الأحد رغم أحداث العنف التي أسفرت عن سقوط أكثر من 450 قتيلاً منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مصممين على تحقيق مطالب تتجاوز استقالة الحكومة.
وأعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي، اليوم (الأحد)، إطلاق سراح 2626 من المتظاهرين السلميين في الاحتاجات العراقية التي شهدتها البلاد، الأيام الماضية، فيما تم الإعلان عن إعفاء قائد علمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي، بعد يومين من هجمات دامية استهدفت محتجين بالعاصمة العراقية. فيما علت الاصوات الدولية التي تدعو لمنع تحكم المليشيات في الشارع كما جاء في تغريدة للسفير الكندي لدى العراق، أولريك شانون، «كيف نعيد استقرار العراق، والدولة تسمح بوجود مجموعات مسلحة تمثل أجندات خاصة؟». وقال شانون في تغريدة له، إنه «لا يجوز في أي بلد ذي سيادة أن تسمح الدولة بوجود مجموعات مسلّحة تمثّل أجندات خاصة. بعد أحداث أمس (الأول) الشنيعة، أدعو السلطات إلى أداء مسؤولياتهم بمحاسبة المجرمين، الذين هاجموا المتظاهرين بشكل مخطّط»، وأوضح قائلاً: «على الدولة حماية مواطنيها في سياق القانون. وإلا فكيف نعيد الاستقرار»..
وأوضح المركز الإعلامي لـ«مجلس القضاء الأعلى»أن «الهيئات الحقيقية المكلفة نظر قضايا المظاهرات أعلنت إطلاق سراح (2626) موقوفاً من المتظاهرين السلميين وحتى اليوم (الأحد). وأضاف البيان أن (181) موقوفاً لا يزال يجري التحقيق معهم عن الجرائم المنسوبة لهم وفق القانون. إلى ذلك، نقلت وكالة “واع” عن مصدر مسؤول، اليوم، أنه تم تكليف اللواء عبد الحسين التميمي قائدا لعمليات بغداد بدلا من الفريق ركن قيس المحمدواي «بسبب وضعه الصحي». وفي سياق متصل، بحث الرئيس العراقي برهم صالح، (الأحد)، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت المتحدة حق التظاهر السلمي وحفظ الأمن العام. وطالبت بلاسخارت الجيش العراقي بتولي مسؤولية حماية المتظاهرين
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، في بيان اطلعت الزمان عليه أن «الرئيس صالح بحث مع ممثلة الأمم المتحدة الأوضاع الحالية التي يمر بها البلد، وسبل الحلول الممكنة التي تساعد في حماية أمن واستقرار العراق، وتطلعات الشعب إلى الإصلاح».
وأضاف البيان أنه «جرى التأكيد على حق المواطنين بالتظاهر السلمي الحر، ومسؤولية أجهزة الدولة المختصة بالعمل على حماية المتظاهرين السلميين، وحفظ الأمن العام للدولة، وحقوق وأملاك المواطنين، وعدم السماح بالفوضى، وبكل ما يمكن أن يشوه الطابع السلمي للمظاهرات».
وقال أنه «تم التأكيد أيضاً على أن الجريمة المروعة التي استهدفت المتظاهرين يوم الجمعة الماضي وراح ضحيتها شهداء وجرحى، التي نفذتها عصابات خارجة عن القانون استهدفت بشكل عام أمن واستقرار البلاد، وبما يوجب في الحالين تكثيف وتعزيز الإجراءات الأمنية، والقبض على منفذي الجريمة وإحالتهم إلى القضاء العادل، والعمل بدقة وحرص، بما يحول دون تكرار هذا الفعل الإجرامي البشع».
وأشار البيان إلى أن «اللقاء تناول اللقاء الآليات الدستورية والعمل السياسي المطلوب من أجل سرعة إنجاز التشريعات القانونية اللازمة للإصلاح ولإجراء انتخابات نزيهة، وكذلك إجراءات اختيار مرشح مناسب لرئاسة مجلس الوزراء للمرحلة المقبلة». ومن جانبها، قالت هينيس - بلاسخارت: «إن القتل المتعمد للمتظاهرين العزل على يد عناصر مسلحة ليس سوى عمل وحشي ضد شعب العراق»، وذلك على خلفية مقتل ٢٥ شخصاً على الأقل في هجوم شنه مسلحو المليشيات المدعومة من ايران على ساحة الخلاني وسط بغداد.
وأضافت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة: «يجب تحديد هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة دون تأخير». وحثت الجيش العراقي على «ألا يدخر جهداً لحماية المتظاهرين السلميين من العنف الذي تقوم به عناصر مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة»، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية». ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران. وواصل المحتجون في بغداد الاحتشاد في ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للتظاهرات، فيما انتشر آخرون عند جسري السنك والأحرار القريبين.
من جهتها، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وأغلقت ثلاثة جسور رئيسية عند مواقع التظاهر، لمنع وصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء حيث مقار الحكومة ومجلس النواب والسفارات الأجنبية.
وتعرض محتجون ليلة الجمعة إلى هجوم من مسلحين مجهولين أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة من القوات الأمنية، وإصابة أكثر من 120 بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس.
وقالت المتظاهرة عائشة (23 عاماً) من ساحة التحرير ”يحاولون إخافتنا بكل الطرق، لكننا باقون في ساحة التحرير والأعداد تتزايد نهاراً وليلاً”.
في غضون ذلك، استمرت الاحتجاجات في مدن جنوبية عدة. فأغلقت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس في الناصرية والحلة والديوانية والكوت والنجف، وكلها ذات غالبية شيعية.
وشددت القوات الأمنية في تلك المدن إجراءاتها لتجنب وقوع ”مذبحة” على غرار تلك التي وقعت في بغداد الجمعة على جسر السنك بأيدي مسلحين مجهولين لكن المتظاهرين الذين سبق لبعضهم الخدمة الجهادية في الحشد الشعبي قال ان المسلحين معروفون لديهم وهم من العصائب وبدر وحزب الله والنجباء والخراساني .
وقال المتظاهر علي رحيم، وهو طالب جامعي، في وسط ساحة الاحتجاجات في الناصرية جنوباً ”سنبقى نتظاهر حتى إسقاط النظام” السياسي.
وتمثل ”مذبحة السنك” كما أطلق عليها المتظاهرون نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية التي قتل فيها 452 شخصاً وأصيب أكثر من عشرين ألفًا بجروح، وفقاً لتعداد تجريه وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية وأمنية.