أسواق العرب قبل الإسلام

أسواق العرب قبل الإسلام

كانت الاسواق العربيه قبل الاسلام كثيرة ومتنوعة وتنقسم الى قسمين منها ماهو دائم مستمر طوال العام ومنها ماهو موسمي تقام في اماكن معلومة وايام محددة والسوق الاشهر في تاريخ العرب قبل الاسلام هو سوق عكاظ .قال ابن منظور في لسان العرب: وعكاظ سوق للعرب كانوا يتعاكظون فيها قال الليث:سميت عكاظ لان العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة.. قال الازرقي وعكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة على طريق صنعاء.وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان:عكاظ نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث ليال،وبه كانت تقام سوق العرب ،بموضع منه يقال له الأثيداء،وبه كانت ايام الفجار…وكان عرض السوق عشرة اميال الى الجنوب الشرقي من مكة ،ويرتاد هذا السوق الالاف وذكر المرزوقي :وقد حضر احد مواسمه تسعون الفا من قريش واحلافها..ولم يكن هذا العدد هو الاكبر لمرتادي هذا السوق حيث ان المرزوقي قال :انه في عام 35من عام الفيل ازدحم السوق ازدحاما لم يشهد له مثيلا من قبل فباع الناس كل مالديهم من عروض تجارية..ويعود تاريخ هذا السوق الى ماقبل عام 500ميلادية بدليل ان أمرأ القيس المتوفى سنة 540ميلادية قد حضره وشارك بمعلقته المشهورة فيها. وقال الجاحظ في كتاب الحيوان:وكان بقرب سوق عكاظ وذي المجاز وهما سوقان معروفان ومازلا قائمين حتى جاء الاسلام .ومن مميزات سوق عكاظ الامن والامان لحرمة وقت قيام السوق فهو مشمول بحرمة الحرم وحرمة الشهر. وذكر ابن الاثير في كتابه الكامل في التاريخ ان الناس اعتادوا في هذا السوق استقبال لطيمة النعمان بن المنذر ملك الحيرة..واللطيمة كما قال ابن منظور هو وعاء المسك ..قال ذو الرمة:كأنها بيت عطار يضمنه-لطائم المسك يحويها وتتهب.واستعمل العرب في هذا السوق شهادة المنشأ اي العلامة التجارية وهي السمات التي يتخذونها على بضاعتهم حيث كان لكل تاجر من تجارهم وسمة خاصة يميز بها بضاعته..وتنوع انواع البيوع في هذا السوق فكان من انواعه بيع المنابذة وهو متى مانبذ البائع سلعته الى المشتري وجب البيع..وبيع الملامسة .وفيه يتساوم الطرفان على لزوم البيع فاذا لمس المشتري السلعة وجب البيع فيه ..وكان الرهن شائعا في هذا السوق ونظام المقايضة وهو التبادل التجاري بالحصول على سلعة مقابل سلعة اخرى…ومارس العرب في هذا السوق النشاط الثقافي فكان عبارة عن ملتقى فكري لبث الاشعار والخطب وتنقية اللغة وتصفيتها وتوحيدها ومن المعروف ان القبائل العربية كانت تتحدث بلهجات مختلفة الا ان هذا السوق كان يخضع لمعيار قريش في الفصاحة واللغة . فما قبلته قريش كان مقبولا وماردته كان مردودا ومن المعروف اقامة قبة من أدم وهذه القبة مخصصه للادب والشعر حيث يجلس الحكام حكام الشعر لانتخاب الاجود منهم على ان المصادر اجمعت ان الحكومة في هذا السوق كان للنابغة الذبياني..قال الاصمعي:كان النابغة الذبياني يضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ فتاتيه الشعراء فتعرض عليه اشعارها…وكان يتولى يتولى الحكم بين العرب واجازة الحاج في هذا السوق عامر بن الظرب وكان يقال له ذو الحكم..قال الشاعر: لذي الحكم قبل اليوم ماتقرع العصا-وماعلم الانسان الا يعلما..وكانت له اعواد يجلس عليها فيحكم بين العرب ويخطب في ايام الموسم فيحث الناس على محاسن الاخلاق..وقد حضر الرسول الاكرم هذا السوق بقوله لوفد عبد القيس ايكم يعرف القس بن ساعدة الايادي ؟فقالوا كلنا نعرفه يارسول الله ،قال فما فعل؟ قالوا هلك ، قال: ماأنساه بعكاظ على جمل احمر وهو يخطب الناس..

عباس عدنان مالية -خانقين

مشاركة