أزمة بنزين
في ايلول عام 1980 سافرت الى تركيا وبعض الدول الاشتراكية وحين مكوثي في تركيا بعض الوقت كانت هناك ازمة تجهيز البانزين كان المواطنون الاتراك في العاصمة اسطنبول يخرجون من الصباح الباكر للوقوف في الدور بأنتظار التزود بالبنزين وصادف في احد الايام ان اكون بقرب المحطة ورأيت تجمعا وسمعت ضجيجا غير اعتيادي ودفعني الفضول لان اتبين السبب وراء ذلك فعلمت ان احدهم خرج من الصباح الباكر وحينما صار الوقت 3 ظهرا انتهى الخزين في المحطة فما كان من احد المواطنين الا ان يخرج سكينا من جيبه وهو في حالة انفعال شديد ويقطع اصبعه البنفسجي وكان يقول ان هذا الاصبع هو سبب هذه الحال لاني انتخبت من يدير شؤون البلد الان ويتسبب بهذه الازمة , استكبرنا الفعل في حينه وبعد عقد من الزمن رأينا العجب العجاب فالوقوف في الدور على البيض والخضروات والفواكه والخبز والصمون وبعد الاحتلال في 2003 على قناني الغاز والنفط والكاز والبنزين وغيره وما لم تسعفنا الذاكرة على تذكره ملايين المآسي مرت على العراقيين حتى وصلت الامور الى الانتظارفي الطب العدلي لاستلام الشهداء الذين ذهبوا غدرا وعدوانا كما حدث ذلك في المقابر لقد فائق صبر العراقيين صبر كل سكان المعمورة منذ الوجود ولم نسمع ان احدا منا قطع اصبعه احتجاجا على الحالة السيئة التي يمر بها بلدننا اليوم نحن ذاهبون الى صناديق الاقتراع فهل سنعطي صوتنا لمن يتألم كما نتألم ويبكي لبكاؤنا ويمرض لمرضا ويفرح عندما يرانا في سعادة وحبور ام سيكون عملية قطع جماعي لاصابعنا البنفسجية لا سمح الله ان فاز الانتهازيون والطائفيون واللاوطنيون نرجو من الله والمخلصين ان يبصروا ممن لا زال مخدوعا بأمثال هؤلاء المغضوب عليهم والضالين امين امين
خالد العاني