أزمة البروتين

أزمة البروتين
الانفجار السكاني بعد اكتشاف البنسلين وصنع اللقاحات ضد الامراض الوبائية التي كانت تفتك بملايين البشر رافقه انفجار في مختلف مجالات العلم منها الهندسة الوراثية في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية تفادياً للمجاعة ولامراض النقص الغذائي فاستعملت الزراعة الكثيفة في الصين والنسيجية في فرنسا وصناعة الدواجن في المانيا وتحسين المواشي في استراليا وغيرها حتى ان منظمة الغذاء الدولية F.A.O اعتمدت في قياسها على تطور البلدان غذائياً لكمية ما يتناوله الفرد من البروتين في اليوم الواحد فصنفت امريكا في الدرجة الاولى يتبعها الاتحاد السوفيتي آنذاك في المرتبة الثانية والعراق بالمرتبة السابعة. عند اطلاعي على موضوعي ترقيم المواشي في نينوى وحملة القضاء على الخنازير البرية اللذين نشرتهما (الزمان) في العدد(4303) حفزني للكتابة في هذا الموضوع الحياتي والحيوي لأني من ذوي الاختصاص.فترقيم المواشي هو السيطرة عليها من ناحية توفير كمية العلف والعلاجات البيطرية وتحسين انواعها وتكاثرها ومنع تهريبها، وهذه دعوة لجميع المحافظات بالترقيم.
اما حملة القضاء على الخنازير البرية فله عدة اسباب:
1. استهلاكها لكميات كبيرة من محاصيل الاستهلاك البشري لكبر حجمها وكثرتها وبدون اي فائدة لانها محرّمة في الاسلام.
2. حركتها ولعبها وتمرغها في مزارع الشلب والحنطة والشعير ما يؤدي الى تلف مساحات شاسعة من المزروعات فهي وباء.
3. تلوث البيئة لاصابتها ونقلها لمختلف الامراض والديدان والطفيليات للمواشي والانسان.في الوقت الذي نشيد بوزارة الزراعة لتبنيها الحملة تجدر الاشارة هنا الى عملية الخلاص من الجثث المقتولة ببيعها للصين التي بدأت بشراء لحوم الخنزير وخزنها لمنع التذبذب في اسعارها حسب تصريحاتهم.
ان ازمة البروتين التي يعاني منها جميع سكان العالم لاسيما الدول الفقــــــــــيرة لا تقل اهمية عن ازمة السكن والطاقة وخاصة الكهربائية بل تأتي بالدرجة الاولى ولتفادي هذه الازمة محلياً علينا اتباع النقاط التالية:-
1. انشاء معامل تصنيع البروتين الذي يستعمل في العلف الحيواني وعلائق الدواجن حيث ان نسبته في العليفة تقرب من الثلث في الكمية وفي السعر ايضاً. وتشجيع القطاع الخاص ليساعد في هذا الامر لتوفر المواد الاولية التي يصنع منها وهي مخلفات الذبيحة من الدم والمصارين وجميع الاشياء المحرمة من الذبيحة والغير صالحة للاستهلاك البشري، ويمكن الافادة من لحوم الخنازير ايضاً على ان لا تتعرض هذه المصانع الى الهجوم كلما تضبط شاحنة مستوردة من اللحوم التالفة لنفس الحجج التي تتعرض لها نوادي الترفيه الليلية كلما تضبط كمية من المخدرات.
2. الاكثار من زراعة المحاصيل العلفية كالشعير والذرة والجت والبرسيم وغيرها.
3. الافادة من خبرة الدول المتقدمة في هذا المضمار بالزيارات الميدانية والايفادات الدراسية.
4. تشجيع الفلاحين بتسليفهم بدون فوائد لبناء حقول الدواجن وتربية المواشي باشراف الخبراء وتوفير كافة مستلزماتها.
5. تشجيع الكوادر الزراعية بمنحهم المخصصات المهنية والدراجات النارية وسيارات (البيكب) كما كان عليه الحال في السابق لاسيما المهندسين الزراعيين الذين حرموا من مخصصاتهم المهنية السابقة ولم يحسبوا مع المهندسين في الوقت الحاضر وصار الزراعي (مهندس كاذب)،لا ناصر ولا معين.علماً ان كلية الزراعة في المانية تسد حاجة العاصمة من البيض وان اكبر مزرعة في بلغاريا تديرها كلية الزراعة بدون فلاحين.
عارف حسين السيد- بغداد
AZPPPL

مشاركة