أربيل تشهد إطلاق الرهائن الأتراك لدى العمال الكردستاني

أربيل تشهد إطلاق الرهائن الأتراك لدى العمال الكردستاني
أنقرة ــ توركان إسماعيل
أعلن وزير الداخلية التركي، معمر غولر،امس، ان الحكومة التركية ستتسلم امس الثلاثاء رهائنها لدى حزب العمال الكردستاني الذي يعتقلهم في معسكراته الموجودة في شمال العراق. ويأتي قرار حزب العمال الكردستاني بإطلاق الرهائن بناء على قرار حزب عبدالله اوجلان المسجون في تركيا والذي بدأ مفاوضات سلام مع حكومة رجب طيب اردوغان. فيما قالت مصادر تركية لـ الزمان ، ان وفدا رسميا رفيعا سيتسلم الرهائن في اربيل اليوم الثلاثاء قبل نقلهم الى تركيا.
ولم يذكر وزير الداخلية التركية عدد الرهائن الذين سوف يطلقهم حزب العمال الكردستاني وهل عملية الاطلاق هي جزء من عملية تبادل للمعتقلين الذين تعتقلهم تركيا. وقالت المصادر التي طلبت عدم دكر اسمها ان عدد الرهائن الذين سوف يجري اطلاقهم اليوم يبلغ 20.
والسجناء العشرون هم موظفون وعناصر في قوات الامن خطفوا منذ اشهر على يد حزب العمال في جنوب شرق الاناضول حيث الغالبية الكردية ومسرح المواجهات بين المتمردين الاكراد والجيش التركي. وقالت مصادر حكومية وكردية انه يفترض ان يدعو اوجلان الى وقف لاطلاق النار من جانب واحد في 21 اذار بمناسبة رأس السنة الكردية والقاء السلاح بحلول اب. من جهتهم يطالب المتمردون الاكراد بالافراج عن آلاف السجناء الاكراد من ناشطين وشخصيات سياسية سجنوا بتهمة اقامة روابط مع حزب العمال الذي تعتبره انقرة ومعظم الدول الغربية منظمة ارهابية. ولتلبية هذا المطلب، قدمت الحكومة التركية الاسلامية ــ المحافظة الاسبوع الماضي للبرلمان مشروع قانون سيسمح بالافراج عن بعض الناشطين الاكراد المتهمين بالتآمر مع حزب العمال. ولم تستبعد المصادر في تصريحها لـ الزمان ان يجري اطلاق مجموعة أولى من معتقلي حزب العمال الكردستاني في رأس السنة الكردية نوروز في الواحد والعشرين من الشهر أذار الحالي.
وتتفاوض الاستخبارات التركية مع عبدالله اوجلان عبر وسطاء اكراد ينتمون لحزب السلام والديمقراطية..
ودأب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بشكل مستمر في الأسابيع الأخيرة، تأكيد سعي حكومته نزع سلاح الارهابيين، واحلال السلام، طالبا من جميع الأطراف المعنية المساهمة في دعم هذه الجهود. وقالت المصادر ذاتها ان اردوغان اقر صفقة السلام مع اوجلان من دون توضيح التفاصيل.
وبحسب مقاطع نشرت من رسالة وجهها اليهم زعيم الحزب من زنزانته، من المقرر بعدما يصدر اوجلان دعوته في 21 اذار ان يسحب قواته من الاراضي التركية بحلول 15 اب في ذكرى اول هجوم شنه المقاتلون الاكراد عام 1984.
وفي مقابل هذا الانسحاب طرحت حكومة رئيس اردوغان في البرلمان رزمة جديدة من التشريعات تهدف الى توسيع حقوق الاقلية الكردية التي تعد 12 الى 15 مليون نسمة من اصل 75 مليون نسمة هم مجموع سكان تركيا.
وقال نائب رئيس الوزراء بولند ارينجس كل ما نريده هو ان تصمت الاسلحة وان تتوقف اراقة الدماء، وان يندمل هذا الجرح المزمن الذي تعاني منه تركيا .
واكد ارينج ان حكومته ستتحلى بـ كثير من الصبر وانها استخلصت العبر من مبادرات السلام السابقة وقد فشلت اخرها عام 2009 بعدما قام ثلاثون من متمردي حزب العمال الكردستاني بتسليم انفسهم في بادرة رمزية تحولت الى تظاهرة ضد السلطة.
وقال سيري شقيق النائب الكردي النافذ لوكالة فرانس برس صحيح ان تركيا تمر بفترة بالغة الحساسية، وعلينا جميعا، اكرادا واتراكا، ان نعمل من اجل ان تفضي هذه المفاوضات اخيرا الى سلام .
وان كان اردوغان رفض بشكل قاطع اصدار عفو عام عن المتمردين، الا ان الاصلاح الذي طرحه على البرلمان سيسمح باطلاق سراح العديد من المعتقلين القريبين من القضية التركية ومن حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره عواصم عدة منظمة ارهابية.
غير ان مثل هذه البادرة غير مقبولة بنظر البعض ومن بينهم رئيس حزب الحركة القومية التركية دولت باهجلي الذي اتهم الحكومة ب الخيانة وندد ب مساوماتها مع الذي لا يزال يصفه ب وحش ايمرالي .
ويعمل البرلمان منذ العام الماضي على صياغة دستور جديد يفترض ان يعيد تحديد المواطنة التركية وياخذ بمطالب الاكراد.
وتواجه المفاوضات الجارية صعوبة تعوق تقدمها غير ان المعارضة تشتبه بان حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب السلام والديمقراطية يعدان لصفقة تقضي بمنح المزيد من الحقوق للاكراد لقاء دستور رئاسية مفصل خصيصا لاردوغان.
AZP01

مشاركة