أدهم عادل .. شاعر الشباب وصوت همومهم
تضامن عبدالمحسن
يقول…
وآني مليت أرد أعاتب
كافي يومية نتعارك عل المذاهب!
كافي كلمن لام ربعة
وطالع الغبشة يحارب..
أبنو فكرة..
رسّموا صورة..
خرّجوا طالب..
ربّوا للطفلة كصايب..
حطّوا ضحكة بوجه كل انسان شايب.
فرّحوا جيل بعمرة ما يعرف سعادة
ولا تزيدون الوكت ضيم ومصايب..
الدين ضحكة طفلة حلوة..
وجنة الله انخلقت لكل طينة طيبة..
الجنة مو بس للكرايب!!
والله واضح ..
ما يهمه الناس تسجد..
بس تهمه الناس لو عاشوا حـبايب
انه ادهم عادل.. الذي حمل روحه على كتفه، وهموم جيله في صدره، ليطلق صرخته في شعرٍ، مرة شعبي ومرة فصيح ليوصل رسالته التي يقول عنها اثناء لقاءنا به على ناصية مكتبته في شارع المتنبي، وخلال دقائق سريعة ..-انها رسالة فكر، بعيدا عن التطرف والعشائرية والقبلية ولكن ضمن التقاليد والاعراف، فشعري كله يدعو الى الانفتاح العقلي واحترام الآخر بغض النظر عن الجنس واللون، ليكون الانسان صديق الانسان.كما اني ادعو الى الشك ورفض التبعية في التاريخ ورفض اليقين الذي يكون خاطئا، ولكنه راسخا، فدعوتي الى الشك لأجل التجديد، والى فهم التاريخ من جديد، فالتاريخ الذي يتعارض مع الانسانية ليس تاريخا.
{ المفهوم الانساني لله غالبا مايزدان به شعرك!!
لأن الشاعر رسالة شعب، ولأن اكبر مشاكلنا واهمها هو التطرف الديني بكل اشكاله، الذي ادى الى عمليات كارثية من ظلم وتهجير وقتل، والسبب الرئيس الى التطرف هو عدم الفهم الصحيح لله، ولكن لو اردنا ان نفهم الله الحق فمن خلال التاريخ والنصوص المكتوبة ومن خلال الآخرين ومن خلال حبك لنفسك وحبك له، الانسان الذي يحب الله بصورة حقيقية مستحيل يؤذي احد.
{ هل انت مؤمن بالله؟
انا مؤمن بالله الى حد الحب.. مستحيل ان يؤمن شخص بالله اذا لم يحبه، الله ليس عملية رياضية، عندي بيت يقول: (علموني.. اصلي شلون.. بس من ادعي.. مافهموني.. ادعي بشوك.. لو خايف واريد انهزم من النار.. لو طامع بجنة وكاعد اتوسل)، الايمان بالله عندي الحب، وليس من خلال الصلاة.
{ ماهي وسائلك لنشر رسالتك غير الشعر؟
من الامور التي تمثل رسالتي هو وقوفي في ساحة التحرير مطالبا بالقضاء على الفساد، اضافة الى ذلك هو اقامة معارض للكتب للشباب وولنازحين في مناطقهم، فقد اقمنا مهرجانا كبيرا للنازحين الإيزيديين وفي مناطق نائية، هؤلاء يشعرون بالظلم ليس من داعش وحسب، بل من عندنا، لشعورهم بانهم منبوذون بسبب ديانتهم، كان المهرجان ضخما، كما قدمنا المساعدات للنازحين من اغذية وملابس ومازلنا مستمرين.اضافة الى ذلك طبعت ثلاثة دواوين، الاول ابواب سرداب بثلاث طبعات، والثاني بوح الصعاليك بسبع طبعات، اما كتاب “المجانين” اقرب الى المقالات بأربع طبعات، كلها طبعت في لبنان في مكتبة سطور، واضطر للطبع في لبنان لأن العراق ليس له حق التصدير وهذا القرار جاء منذ ان فرض الحصار على العراق عام 1991 والى اليوم، فالكتاب الذي يطبع داخل العراق لا يحمل الرمز الدولي، ولايحق لنا تصديره ويكون معرضا للسرقة في حال عرضه في معارض دولية، لأنه لايحمل رمز الـ SPN الذي يحمي الكتاب، لذا من خلالكم اطالب وزارة الثقافة برفع الحصار عن الكاتب العراقي وعن مطبوعاته.اثناء لقاءنا، تحلق عدد من الشباب قربنا، ليصغوا اليه وهو يحاورنا بثقة ووعيٍ عالٍ، وينشد شعره.. فبادرناه الى السؤال…
{ من هم جمهورك؟
-جمهوري واسع وجميل ومن الشباب لأنهم يستقبلون رسالتي…. ولدي جمهور معادي كبير ايضا، لأني صدامي مع بعض المعممين، فهم يمثلون معاناتنا، لأنهم ينصبون انفسهم كرجالات لله، وهناك رجال الدين والمشايخ الذين شوهوا صورة الله ويدعون الى التطرف والكراهية وممن (باكونا باسم الدين)، وبعض المعممين الذين يشغلون مناصبا في البرلمان ولم يحققوا لنا شيئا، صدامي معهم لأنهم سرقوا قوتنا واحلامنا، فهم باطل ونحن الحق.ويضيف بسخرية.. من الأمور الغريبة التي تعرضت لها ان منظمة رفعت بحقي دعوى قضائية بحجة الازدراء من الأديان، والشيء الكارثي ان هذه المنظـمة لم تدن داعش لتطرفها، وجرائمها..
واخيرا..ادهم عادل شاعر وكاتب، من مواليد 1987، حاصل على بكالوريوس اداب انكليزي، مثقف واعٍ، يؤمن بأن الثقافة العراقية لم تستند على حائطٍ رخو، بل ولدت من حضارة عملاقة من سومر وبابل ولكش واشور، وهي حقيقية وعميقة في التاريخ، واستحقت مكانتها ضمن شبكة مدن الابداع الأدبي في اليونسكو، وان المثقف العراقي هو مثقف عضوي ومنصهر في مجتمعه بوقوفه في ساحة التحرير مطالبا ومدافعا عن الشعب ولأجله، وهو مثقف الخبز وسند الفقراء فالثقافة العراقية رصينة وقرار اليونسكو ليس مفاجأً بل منطقي جدا.
وله:
الرب لا يعنيه ان نمتدح قوته
قدر ما يعنيه ان نعين فقراءه
ولا ضمن أولى اهتماماته
ان يكون سطر المصلين
مصطفاً بصوره معتدلة
قدر ان يكون سطر القانون
معتدلا كفايه لنصرة المظلوم.
