فيان دخيل
أتمنى جميع نساء العراق
ليس بالجديد أن تثبت المرأة العراقية أصالتها ووطنيتها . وليس بالجديد أن تثبت المرأة العراقية إنتماءها العراقي وشجاعتها وتضحي بحياتها من أجل شعبها وأن صفحات التأريخ العراقي مملوءة وناصعة ومشرقة بهذه المواقف هن كثيرات ولكن النائب فيان دخيل تميزت عن شقيقاتها العراقيات بالمواقف البطولية التي قامت بها وبرهنت على نزاهتها وسمعتها الجيدة . لقد كانت أنشط عضو برلمان عراقي في الدورة السابقة عندما ترأست أهم لجنة فيه وأثبتت جدارتها وهي لجنة الخدمات حيث قامت بكشف وفضح أخطر حالات الفساد المالي والاداري بأجهزة البلديات وأمانة بغداد والمحافظات ومن خلال زيارتها الميدانية للمشاريع المتلكئة والفاسدة وتدقيقها لقوائم الصرف والمناقصات والمقاولات وتأشيرها بالدليل القاطع على كل المخلفات فيها . لقد كانت تتمتع بشجاعة أدبية ومهنية نادرة أعجبت كل الخيرين من أبناء الشعب العراقي وتميزت بذلك عن زميلاتها عضوات البرلمان العراقي .
وبعدما جرى وحدث في قضاء سنجار من تهجير وتدمير لأبناء شعبها اليزيديين وتعرضهم لأبشع أنواع الاضطهاد والتصفية الجسدية والابادة الجماعية على أيدي الجماعات المسلحة التي تسترت بالاسلام . لقد وقفت بطولها الشامخ كالنخلة العراقية الشامخة وبشجاعتها لعراقية اللا محدودة في مجلس النواب العراقي وألقت كلمة أبكت من خلالها كل العراقيين الشرفاء الذين يحبون شعبهم ووطنهم عندما وصفت حالة الأخوة اليزيديين وما يتعرضون له مطالبة كل الضمائر الحية وكل من يحمل حس وطني وكل عراقي أصيل أن يسرع لانقاذ الأخوة اليزيديين من محنتهم حيث أنهمرت دموعها وسقطت أرضاً من شدة تلك المآسي التي حدثت في سنجار ولكن لم تكتف فيان دخيل بذلك بل قررت التضحية بحياتها عندما ذهبت إلى مناطق العمليات العسكرية وأستقلت الطائرة المروحية مع زملائها العراقيين الأبطال لايصال المساعدات والغذاء وإنقاذ أرواح الأطفال المحاصرين وفعلاً سقطت الطائرة وسقطت معها فيان دخيل وتعرضت بذلك لكسور و رضوض من جراء ذلك كل ذلك من أجل خدمة أبناء شعبها وإثبات عراقيتها وأصالتها ووطنيتها ومهنيتها وتحليل الراتب الذي تستلمه كونها عضوة مجلس النواب العراقي على عكس الكثيرين من أعضاء وعضوات مجلس النواب الذين قضوا أكثر من دورة ولم نسمع لهم صوت في المجلس ولو لمرة واحدة بل مجرد أسمهم موجود في قائمة المجلس ويستلمون الراتب والمخصصات من بطون أبناء الشعب العراقي الجريح دون وجه حق حيث لم يقدموا لأبناء شعبهم وناخبيهم أي خدمة يستحقون عليها تلك الرواتب والمخصصات العالية .
نعم لا نستطيع أن ننكر بأن هناك الكثير من نساء العراق الأصيلات الذين ضحين ويضحين بحياتهن من أجل شعبهم وأن العراق مملوء بالطاقات والكفاءات في شتى المجالات بل هناك نساء مستعدات أن يقاتلن أعداء الشعب العراق في سبيل الدفاع عن بلدهن وحقوق أبناء شعبهن كم أن في تأريخ العراق الكثير من النساء العراقيات الذين قدمن خدمات جليلة لأبناء شعبهم وتعرضن للاضطهاد والاعتقال والمطاردة من قبل أنظمة الحكومة السابقة فتلك الدكتورة نزيهة الدليمي رحمها الله أول وزيرة بلديات في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة حيث كانت مثال للمهنية والوطنية والاخلاص وتلك الصيدلانية خالدة البصام التي أسست رابطة الدفاع عن حقوق المرأة في ديالى عام 1959 حيث كانت توزع الأدوية مجاناً للطبقة الفقيرة وتخدم الناس وتدافع عن الفقراء وتلك عالمة الذرة العراقية رحاب طه العزاوي التي أعتقلتها قوات الاحتلال الأمريكي عام 2003 عند غزوها العراق لكونها عالمة عراقية تريد أن تخدم شعبها علمياً وحضارياً والكثير من النساء العراقيات الراحلات والباقيات نجدهن مثالاً رائعاً للمرأة العراقية . لقد ضربت النائبة فيان دخيل أروع الأمثلة في الوطنية الدفاع عن أبناء شعبها نتمنى أن تكون هذه المرأة مثالاً رائعاً لعضوات مجلس النواب العراقي وأن يكون بقية العضوات مثلها وحتى أي مرأة عراقية في موقع المسؤولية فاليوم العراق بحاجة إلى كل الطاقات وكل الهمم وكل التضحيات رجالاً ونساء من أجل بناء عراق حر مزدهر ترفرف عليه راية المحبة والسلام تسوده المحبة والتآخي بين كافة أطيافه فألف ألف تحية للنائب فيان دخيل على شجاعتها وأصالتها وموقفها البطولي الشجاع متنين لها الشفاء العاجل من إصابتها وألف تحية لكل أمرأة عراقية شجاعة خدمت وناضلت في سبيل تقدم ونجاح ورفاه شعبها العراقي متنين أن تكون كل نساء العراق فيان دخيل مع التحيات .
خضير العزاوي – بغداد