أبي البطل
بابا..ويالها من كلمه مقدسة،بابا وبعد مرور اكثر من عشرة اعوام على غيابك، لازالت تسبب هذه الكلمة غصّة في قلبي،حتى بعد عبوري العقد الثالث من عمري.
انا التي لم تكن علاقتها وثيقة بأبيها،انا التي كنت اقدسه لدرجة ان اتلعثم حين اقولها(بابا) لكي اطلب شيئا منه،وكأنه كان يعلم ويشعر بتلك الكلمه الثقيلة لما اشعر حيالها من قدسية وتتحشرج في فمي،بابا ،فيلتفت الي بكل جوارحه ليقول ها بابا.
احاول تعليم ابن اخي كلمات وأولها بابا،لكنني اتحيز لكلمة ماما دون ان اعي السبب،ثم انتبهت وحاولت ان القنه كلمة بابا،لكني اعود لأتجرع تلك الغصّة ثانيا.
الاب الذي لقدسيته ومكانته يسمى رب المنزل،الاب الذي يوصفوه بالخيمة.
كيف انحدرت هذه المكانة وخلعت رداءها المقدس ،لتهبط الى الحضيض،كيف تحول الأب اليوم وفي هذه الايام تحديدا الى مرتبة الجلاد،الذي يوجب عليه احتضان اطفاله صار اليوم يحتضنهم بالضرب المبرح، بالعض،بالصفع الشديد،بالعصىيّ ،وبكل شيء يحاول التنكر بزي الدكتاتور،يتخذ من بناته واولاده شعبا ضعيف يكيل له اللكمات حين يغضب،يضعهم في مرتبة كيس الملاكمه ليستفرغ كل غضبه وحممه العصبيه وعقده النفسية.
سؤال يُطرح بل أسأله أنا،من المسبب بهذه الموجات التعسفية على الاطفال، وكيف نطالب الحكومة بالتدخل والجاني هو أب ؟..
هل لطرق الزواج اليوم اليد في ذلك،نعم ،وأني ارفع اصبع الاتهام الى هذا الزواج الذي جاء بسبب الّحاح الشهوة الحيوانية وليس لبناء اسرة، حيث ما ان ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ،ليتحمل الزوج ثمن تسرعه وتورطه بأطفال عليه اشباعهم وتلبيه جميع طلباتهم،واحمل الذنب ايضا لفتقار الاسر للتربيع الدينية التي تعصم المؤمن من هكذا حالات شاذة عن طبيعة الأبوة والأمومة.
هذه النظرة للزواج وهذه النظرة للابناء على انهم عالة ولا يعرفون كيف تورطوا بأنجابهم.
بودي ان اناشد المسؤلون ورجال الدين ولكن كيف وماذا اقول، يا رباه انه الأب، الأب الخيمة الكبيرة التي تحتوينا كيف صار جلادنا؟
ولماذا كل هذا الانتشار، اهو تقليد ام موضى لينتقل العنف من منزل الى اخر بشكل يشبه انتشار النار في الهشيم.
يعجز اللسان وهذا حال القلم، هل افتح مدرسة اعلم فيها الوالدين الاعتناء بأطفالهم؟، هل اكثف من منشورات تحفيزية للحنان الأبوي؟
هل اطالب القنوات والاذاعات ببرامج توعية للأباء؟
هل الفت انتباه الاباء لاخبرهم انهم ابطال اطفالهم فكيف للبطل ان يتحول شريرا فيقضمهم ويشرب من دمهم ،بحجج واهنة هشة؟
انا عصبي،هل هذه الكلمه جواز سفرك تسمح بيدك ان تصفع وتلكم لحم اقرب الناس اليك؟.
أترك السؤال معلقاً لمن يهمه الأمر..للأب البطل.
حنان حسن الفريجي – البصرة