أبي

أبي
يا صاحب الرحلة المغبرة الطويلة والعذاب المتأصل في الجذور.استجديت الخبز يوماً ولكنك لم تنحني وتذل . اصبحت الان ممزق الخطأ بين النهوض وحب الحياة وأكفان الموت تنسج تراقب الاحبة بعيون يائسة وتتطلب العاطفة من حولك لعلك تحظى على ابتسامة ولكنك يا (سيدي) بلا شعور لا تحس بمن حولك هي قلوب تخفق بحبك وتتنفس انفاسك المليئة بالإرهاق وتعب السنين (ابي) يا صاحب الآلم الابدي الم الجوع الماضي وألم المرض الحالي ها انت لا تستطيع نقل الخطى ونطق الكلام وغسل الفضلات اقف مذهول وأقول (ربي يا صاحب القدرة العجيبة اهكذا يستحال صاحب الحياة الملحمية الى فارس بلا جواد ومحارب بلا سلاح).
ابي يا سيدي تعكزت عليك بمراحل الحياة المتلاحقة مراحل الصبا والشباب كنت اطلب ولا اعطي وأنت يد الخير الممدودة بلا كلل او ملل والضحكة تملأ اشداقك وتحيط بالبهجة كل من حولك يا مؤنسي كنت اتسامر معك في دجى ليل الشتاء الطويل وتهمس بحسرة لعلي اليوم اغمض فلا استفيق يا معلمي شبح الموت كان يرافقك في الليل والنهار فبدأت تحث الخطى وكأنك تعلم ان العمر قصير للتزود بمتاع كي تؤمن ذلك السفر الطويل البعيد وأكيد وبلا مجادلة انها دنيا الخلود. هي حياتنا الابدية التي وان جاهدت فيها لأرضاك لا استطيع (ابي) انت عنفوان الاشياء عندي ومثالي لما كان او يكون وستبقى في روحي خالدا خلود الحنان في قلوب الامهات شكراً لكل كلمة او حكمة علمتني اياها سأنقلها لأبنائي وأقول لهم هذا (جدكم كان قلب كبير ومحب عظيم) (وسأقف بإجلال واخلع قبعتي وأقول) سعيت فأبدعت وأديت الرسالة وانأ على دربك لمن السائرين معلمي وسيدي ابي
محمد جواد القرشي – بغداد
AZPPPL