ايران:1 بالمائة من أموال الصادرات للعراق مكافأة للانتقام لمقتل زعيم فيلق القدس
بغداد-عبدالحسين غزال
تظاهر آلاف من عناصر وانصار المليشيات والفصائل في الحشد الشعبي الأحد في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد، مرددين هتافات من بينها «كلا كلا أميركا» و»الانتقام». وسط التزام صارم من المليشيات بعدم تجاوز الخط الاحمر بشأن مهاجمة السفارة الامريكية واقتحام المنطقة الخضراء ببغداد، فيما يبدو ان الوفد العراقي برئاسة ابو جهاد الهاشمي عاد من طهران امس بقرار يلزم المليشيات الولائية بعدم التصعيد لاسيما ان فترة ترامب الدستورية لم تنته بعد . وهدد الرئيس الامريكي ترامب ايران بانها تتحمل المسؤولية اذا تعرضت المصالح الامريكية في العراق للاذى .
ففي ساحة التحرير، وسط بغداد، تجمع الآف الأشخاص وغالبيتهم من الموالين للحشد الشعبي، تحالف يجمع فصائل شيعية ادمجت مع القوات الأمنية، للتنديد أيضا برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي اتهموه بأنه «جبان» و»عميل للأميركيين». فيما يتهم اغلبية العراقيين الكاظمي بأنه مهادن للمليشيات وضعيف الارادة امامها. بينما يسعى الكاظمي الى تجنب صراع داخليوانفلات. غير محسوب .
قبل ذلك، تجمع رجال ونساء وأطفال ليلة السبت والأحد وهم يرتدون ملابس سوداء عند موقع الهجوم حيث أشعلوا شموعا لتحية «شهدائهم» منددين ب «الشيطان الأكبر»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. فيما أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق مقتل مسؤول فيها خلال مراسم الذكرى السنوية لاغتيال نائب رئيس الهيئة السابق أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وذكرت المديرية في بيان صحفي: «نزف شهيد الواجب مدير مديرية العلاقات العامة في الهيئة أحمد عبد الوهاب أحمد الجابري وزوجته جراء حادث سير اليوم الاحد، على طريق النجف – بغداد أثناء تاديتهما الواجب المكلفين به بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد قادة النصر».
وأضافت، أن «زوجة الشهيد أحمد الجابري هي شقيقة الشهيد محمد رضا الجابري مدير علاقات الحشد السابق الذي نال شرف الشهادة اثر الضربة الامريكية الغادرة التي استهدفت الشهيدين القائدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني العام الماضي». ومتصلا بالقصة ، أقر البرلمان الإيرانى، الأحد، مشروع قرار ينص على زيادة ميزانية فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى من أموال الصادرات الإيرانية إلى العراق بهدف الثأر لسليمانى، حيث نص القرار الذى سمى بالإجراء المضاد إزاء اغتيال قاسم سليمانى، على تخصيص 1% من عائدات التصدير إلى العراق لفيلق القدس لتمكينه من استخدام هذه الميزانية لدفع مكافأة لمن يعملون على إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، أو محاسبة منفذى اغتيال القائد الإيراني.
وقالت بتول النجار المؤيدة للحشد الشعبي، الذي تتهمه الولايات المتحدة باستهداف سفارتها وجنودها في العراق بصواريخ، «نقول لأمريكا ولأعداء الإسلام (…) إننا سنواصل المقاومة رغم إراقة الدماء».
وقتل سليماني والمهندس وثمانية أشخاص آخرين فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 في ضربة استهدفت عربتين قرب مطار بغداد.
واثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاما بين طهران وواشنطن، بالاضافة لمخاوف من مواجهة في العراق حيث يملك كلاهما نفوذا واسعا.
ويعيش العراق حاليا، أكثر من أي وقت مضى، تحت نفوذ واسع لمؤيدين لإيران باتوا لا يترددون في تهديد حكومة البلاد في ظل غياب سلطة سياسية او قوة عسكرية لمواجهتهم.
ودعا حيدر العبادي رئيس الحكومة الاسبق الى الالتزام بأطر الدولة لتجنب الصراع .
وتعهد النائب أحمد الأسدي، أحد أبرز قادة الحشد الشعبي قائلا «أبو مهدي المهندس العظيم ستخرج الملايين وتتوهج صورتك في (ساحة) التحرير».
وانطلقت منذ السبت استعدادات لمراسم مماثلة لإحياء هذه الذكرى في ساحة التحرير التي كانت معقل احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019، وعلت خلالها هتافات منددة بالنظام السياسي وأطرافه الموالية لإيران.
ورفعت صورة كبيرة تجمع سليماني والمهندس على مبنى المطعم التركي المجاور للساحة، وصور أخرى عند نصب التحرير كما رفع المتظاهرون أعلاما عراقية وللحشد الشعبي ورايات صغيرة تحمل مخططات صور لكليهما.
وقالت أم مريم، معلمة (40 عاما) من بغداد، وصلت مع زوجها ومجموعة من النساء وهي ترتدي عباءة سوداء «نحن هنا وفاء لدماء الشهداء (…) جئنا لنقول كلا كلا امريكا ولأي محتل يريد ان يدنس ارض العراق».
ووجه الحشد الشعبي دعوة لجميع العراقيين للتجمع في ساحة التحرير ومدن أخرى الأحد، للتنديد ب»المحتل الأميركي» والمطالبة بخروج القوات الأميركية من البلاد.
وشهدت مدن اخرى في جنوب العراق بينها النجف، حيث ووري المهندس، تجمعات مماثلة شارك فيها موالون بينهم من أجهش بالبكاء حزنا على «الشهيدين».
وينتشر قرابة 3000 جندي أميركي في العراق رغم تصويت مجلس النواب على خروجهم، بعد ضربة الثالث من كانون الثاني/يناير 2020. فيما أعلنت الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سحب 500 جندي من العراق وابقاء 2500 .
وعشية الذكرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة الخميس، إن «عملاء استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق» لوضع الرئيس الأميركي دونالد «ترامب في مأزق بسبب حرب ملفقة».
واتهمت طهران الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بالسعي إلى اختلاق «ذريعة» لشن «حرب» قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير بعد ولاية شن خلالها حملة «ضغوط قصوى» على طهران.
وكان ترامب قد اتهم طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الاميركية في بغداد في 20 كانون الأول/ديسمبر.
«رد عكسي .. سيء»
كرر ترامب منذ الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 موقفه الثابت بأنه «إذا قتل أميركي سأحمّل إيران المسؤولية» في اشارة الى تكهنات بتعرض أميركيين لهجمات أخرى في العراق.
واثارت المواقف المتشددة لطهران وواشنطن طوال العام الماضي، مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحا له .
والسبت، اتهم ظريف إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط، بالضلوع في هذا المخطط.
وكتب عبر حسابه على تويتر «معلومات استخبارية جديدة من العراق تؤشر الى أن عملاء محرِّضين اسرائيليين يخططون لهجمات ضد أميركيين، لربط المنتهية ولايته ترامب» بذريعة لشن حرب.
وحذر ظريف ترامب من «الوقوع في فخ»، معتبرا أن «أي مفرقعات (في المنطقة) سترتد عكسيا بشكل سيئ»، خصوصا على من وصفهم بـ»أفضل أصدقاء» الرئيس الأميركي، من دون أن يسميهم.
قادة الحشد الشعبي البارزون باستمرار الإشارة إلى أن الكاظمي، الذي تولى مهامه في أعقاب احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر غير المسبوقة، يقف إلى جانب المتظاهرين المناهضين للسلطة بما يخدم مصالح الولايات المتحدة.
ويعيش العراقيون حاليا في ظل توتر حاد وهم يراقبون بحذر ما قد يحدث في الأسابيع المقبلة بين طهران وواشنطن.
وحلقت مقاتلتان اميركيتان «بي-52» قادرتان على نقل اسلحة نووية فوق منطقة الخليج في العاشر من كانون الاول/ديسمبر فيما كانت حاملة الطائرات «يو اس اس نيميتز» تبحر نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في مياه الخليج.
واستهدفت هجمات صاروخية خصوصا، خلال العام مصالح أميركية في العراق، اتّهمت واشنطن فصائل مسلّحة موالية لإيران بتنفيذها.
لكن اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر تراجعت وتيرة الهجمات بعد هدنة أعلنتها الفصائل الموالية لإيران.